دمشق _ نورث برس
تستعد دمشق لاستقبال موسم وفير من الثوم، ولكنه مهدد بالتلف، حيث اعتاد الناس في مناطق سيطرة الحكومة على استقبال أزمات معينة بعد كل موسم وفير.
وامتنعت الحكومة السورية عن السماح بتصدير الثوم خشيةً من تكرار مصيبة البصل، بينما عملت في وقت سابق بداية هذا العام على السماح بتصدير 5000 طن من الثوم، خلال مدة ثلاثة أشهر ولم يصدّر منها سوى 1000 طن، وبعدها علقت وأقفت القرار، بينما يتحدث المزارعون عن رمي الموسم للحيوانات وإتلافه، بسبب زراعة كميات كبيرة وعدم وجود سوق لها.
خوف مسيطر!
يخشى أبو عمر 70 عاماً، كما عرف عن نفسه، الذي زرع ما يقارب 20 دونماً من أرضه بالثوم، ألا يكون هناك طريقةً لتصريفها.
ويتخوف من أن تتكرر مأساة العام الماضي، إذ خسر 80 مليون ليرة سورية كونه زرع 60 دونماً.
ويشير أن تكاليف إنتاج الثوم مرتفعة. موضحاً أنه يحتاج إلى عمالة شهرية للتعشيب، وبنقل وتكاليف سقاية وري على المولدات بسبب جفاف نهر بردى وانخفاض منسوبه، ويرى أن الامتناع عن التصدير سيتسبب بكارثة.
واعتاد المزارع في مناطق سيطرة الحكومة السورية على الأزمات المتكررة التي ترتبط بالمحروقات والزراعة والتسويق ومنذ 11 عاماً لا يوجد حلول جوهرية، رغم اقتراحات المزارعين والاتحاد، والغوطة تعاني منذ 2017 بعد أن عاد المزارعون لأراضيهم بعد انتهاء العمليات العسكرية.
بينما أشار مصطفى القداد ٦٠ عاماً، وهو مزارع ومهندس زراعي من الغوطة، أن سبب الخسارات هو عدم التفكير الصحيح بكميات الإنتاج والاستهلاك، وبالتالي الزراعات لا تبنى على دراسة حقيقية للاحتياج.
وهذا العام لم يزرع “القداد” سوى القمح، وامتنع عن زراعة أي محصول آخر، كون الدولة ستتكفل بشراء القمح، وكونه محصول استراتيجي ومهما كان سعره لا يخسر.
وأشار المهندس الزراعي أن المزارعين بالغوطة الشرقية لدمشق، زرعوا هذا العام أقل من نصف الكميات.
ويتحدث مزارع آخر رفض ذكر اسمه لنورث برس قائلاً: “المشكلة تتجلى بأن تجار الجملة مستغلين ولا يوجد أي رادع، حيث يشتري تجار سوق الهال الثوم من المزارع بما لا يتجاوز ال 700 ليرة للكيلو وهو يكلف ما يقارب ال1000 ليرة وأكثر، إضافة إلى تكاليف النقل”.
ونوه إلى أن الثوم سيلحق بركب البصل في حال لم تتصرف الحكومة وتقدر كميات الإنتاج والاستهلاك وخصوصاً أن الثوم أقل استهلاكاً من البصل.
وأشار مصدر من اتحاد الفلاحين لنورث برس، إلى أن الثوم واجه مشكلة كبيرة العام الماضي، بسبب انخفاض سعره، وتم بيعه في سوق الهال بأسعار لا تساوي ربع التكلفة.
وعمل اتحاد الفلاحين على رفع كتاب لوزارة الزراعة وبعدها سمح بتصدير الثوم وارتفع سعره، “لكن الإيقاف حالياً ليس لمصلحة المزارع”، بحسب المزارع.
وتبلغ مساحة الثوم المزروع في ريف دمشق 1600 هكتار حالياً، ويواجه هذا الموسم خطراً كبيراً، فحتى اللحظة لا يوجد أي بوادر لخطة تسويقية واضحة المعالم.