قرى كثيرة متضررة بريف عفرين لم يصلها من المساعدات شيء

عفرين ـ نورث برس

عقب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/فبراير الفائت، جمع آزاد حمو (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية شيخ عبد الرحمن بريف ناحية جنديرس شمال عفرين، أولاده وبعض متاعه وفرَّ إلى خارج منزله هرباً من الهزات الارتدادية التي أصابت المنطقة عدة مرات، ما تسبب بزيادة التشققات في جدران المنزل وخوف أهله من سقوط المنزل عليهم وهم نيام.

يقول “حمو”، لنورث برس: “حالنا حال عشرات العوائل الذين تضررت منازلها ولم تعد صالحة للسكن فلجأوا إلى الخيام والسيارات ومراكز الإيواء في ظل الأجواء الباردة وضعف المساعدات المقدمة”.

ويضيف: “منزلي لم يعد صالحا للسكن، تصدعت بعض جدرانه ويحتاج إلى تدعيم من جديد وليس بقدرتي أن أفعل شيئاً الآن في ظل توقف الأعمال وقلة الموارد بين يدي”.

ورغم حاجتهم للمساعدات واستحقاقهم لها، إلا أن الواقع مغاير لما يحدث في تلك المنطقة، ولما يرويه الإعلام.

يقول الرجل: “من تاريخ الزلزال لليوم أنا وأطفالي الثلاثة نقضي يومنا في منزلنا المتصدع ثم ننام في عربة الجرار بقربه خشية السرقة، راجين مرور منظمة أو فرق تطوعية تنتشلنا من ذلك الواقع البائس”.

وشدد “حمو” على أن لجان المجلس المحلي، في بلدة جنديرس، “لم تقم بالكشف عن المنازل المدمرة والمتضررة في ريف جنديرس بحجة أن الأزمة في البلدة أكبر من غيرها في القرى المحيطة بها”.

وفي القرية ذاتها، يعاني زنكين خلو (41 عاماً) وهو اسم مستعار، لرب أسرة مكونة من خمسة أفراد من تضرر منزله بفعل الزلزال. وحاله كحال عشرات بل مئات العوائل في القرية.

وقال “زنكين”: تعرضت زوجتي لإصابة بيدها ببعض الرضوض إثر هبوط قطع الطوب عليها أثناء خروجنا من المنزل خلال هزة ارتدادية”.

وأضاف لنورث برس: “ناشدنا المنظمات والمجلس المحلي وكل الفرق العاملة في المنطقة، لم نرى إلا بعض الإعلاميين الذي جاءوا لتغطية الواقع وتصديره لقنواتهم ووكالاتهم”.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أقدم عناصر فصيل “جيش الشرقية” الموالي لتركيا، الثلاثاء، على سرقة مساعدات إنسانية قادمة من إقليم كردستان العراق في بلدة جنديرس بريف عفرين شمال حلب.

والشهر الماضي أيضاً، قال مصدر ميداني لنورث برس، إن قيادياً في فصيل أحرار الشرقية في جنديرس بريف عفرين، يقوم عبر أسماء وهمية، بسرقة مساعدات إنسانية مقدمة لمتضرري الزلزال.

ورغم محاولاته المتكررة بالتسجيل على خيمة ضمن مراكز الإيواء، إلا أنه لم يحالفه الحظ بالحصول عليها “بسبب المحسوبيات التي كانت تعمل أكثر من عمل المنظمات في المنطقة المنكوبة”.

ولم يكن حال محمد رشيد، (35 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية كوركان قرب بلدة جنديرس، بأفضل من غيره من ناحية المأساة والضرر الذي أصاب منزله في القرية، وجعله هائما على وجهه يبحث عن سقف يقي نفسه وعائلته برد الشتاء وشماتة الحاسدين.

يقول “رشيد”: “أجلس في قرية أتعبها الواقع الصعب الذي يعيشه أهلها من تناحر فصائلي على ممتلكات المهجرين منها قسرا بعد التدخل التركي، ومن السرقات التي تطال ممتلكاتهم من قبل مستوطنين وعناصر فصائل”.

وكانت القوافل الإغاثية تتجه نحو بلدة جنديرس مروراً بكل من قرى “فقيرا وكوركان وجولقان” تلك القرى التي تضررت نسبة كبيرة من منازلها بفعل الزلزال، “لكن عين المجلس المحلي والمنظمات لم ترها”، يضيف “رشيد”.

وشدد على أن سكان تلك القرى “لم يحصلوا على أي مساعدة تذكر ولا حتى عازل يقيهم برد الجو، فقام المقتدر بشراء خيمة وبناها قرب منزله في حين بقي الكثير من السكان ينامون في منازلهم المتصدعة رغم خشية هبوطها عليهم”.

إعداد: فاروق حمو ـ تحرير: قيس العبدالله