منبج – صدام الحسن – NPA
يعاني سوق المواشي في منبج من تزايد الطلب وقلة العرض، بسبب النقص كبير في أعداد المواشي، حيث تصدّر الى خارج البلاد، إما بطرقٍ مشروعةٍ، أو عن طريق التهريب.
ويعمل العديد من أبناء مدينة منبج، شمال شرقي سوريا في تربية المواشي والتجارة بها، إذ تُعتبر وسيلةً لكسب الرزق، إضافةً إلى الاستفادة من لحومها وألبانها وصوفها.
وتنتشر هذه المهنة بشكلٍ كبيرٍ بين ابناء ريف المدينة، نظراً لتوفر مقوماتها، من المراعي الواسعة، والبيوت ذات المساحات الكبيرة التي تُبنى الحظائر بجانبها.
ويوجد في مدينة منبج سوقٌ خاصٌ لتجارة الأغنام، يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، يرتاده التجّار من كل حدبٍ وصوبٍ، كونه أصبح السوق الأوّل على مستوى شمالي سوريا، وتصدّر الأغنام منه الى باقي المناطق السورية، والى الدول المجاورة كالعراق والاردن وتركيا.
ماجد الأحمد 28)عاماً) تاجر أغنام، تحدّث لـ"نورث برس" عن مشكلة الغلاء، وأرجع السبب الى تصدير المواشي الى الخارج، "النعجة التي كانت في السابق تباع بـ /120/ ألف ليرة سورية 190) دولاراً تقريباً) اصبحت تباع الآن بـ/ 180/ ألف ليرة280 ) دولار"(.
وأضاف الأحمد أنّ كل ذلك أدى أيضا إلى ارتفاع أسعار اللحوم، حيث يصل سعر الكيلو الواحد من لحم النعاج إلى /6/ آلاف ليرة10) دولار تقريباً)، وكذلك ارتفعت أسعار لحم الخروف فقد كان الكيلو/ 2200/ ليرة 3.4) دولار) بينما يباع الكيلو الواحد حالياً بـ/2600/ ليرة (4.1 دولاراً).
واشار الأحمد الى ازدياد الشراء بسبب انخفاض اسعار الاعلاف، ما جعل التجار يقبلون على الشراء بكثرة، لافتاً إلى ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ للحدِّ من عمليات التصدير للخارج.
اما عدنان العبدالله (37عاما) فهو تاجر أغنامٍ من صرين شرقي منبج، أوضح أنّ الأغنام أصبحت نادرةً في الوقت الحالي، وأصبح شراء كيلو اللحمة حلماً لدى الفقراء، على حدّ قوله، لافتاً إلى أنّ بعض الأهالي يقومون بشراء الاغنام للاستفادة من حليبها لأطفالهم، إلّا أنّ غلاء سعرها جعلها غير متاحة لعددٍ كبيرٍ من الفئات الفقيرة.وبيّن العبد الله أنّ أسوأ أنواع الاغنام يصل سعرها/ 120/ ألف ليرة بينما الجيدة منها فسعرها قد يصل لـ/ 300/ ألف 470) دولار( وأرجع
السبب أيضا الى "التصدير الجائر".
احمد الشيخ صوف(45 عاماً) أحد الدلالين في منبج، كان له رأيٌ مغاير، إذ اعتبر أنّ الاسعار جيدةٌ "فالخروف المصوّف يباع بسعر /2500 / ليرة للكيلو الواحد، بينما يباع الخاروف الصغير بـ /3/ آلاف ليرة، أما النعاج فأسعارها غالية جداً، مُرجعاً أسباب غلاءها الى ندرة توفرها في السوق وكثرة الطلب.
يوسف البكار (33 عاماً) من قرية رمالة جنوب شرقي منبج، يُرجع سبب غلاء الأسعار، إلى رخص أسعار العلف و فتح طرق الشحن وارتفاع أسعار الدولار، إضافة إلى كثرة الطلب وقلة الأعداد المعروضة للبيع، متفقاً مع السابقين أنّ الحلّ هو ايقاف التصدير بين الفترة والأخرى.
وتوقع البكار أن يتم القضاء على الثروة الحيوانية في البلاد إذا استمر التصدير بهذا الشكل، قائلاً "سنصبح بلداً يستورد الماشية بعد أن كان لدينا اكتفاءً ذاتياً، ونصدّر للخارج".
يذكر أنّ الادارة الذاتية استأنفت تصدير المواشي عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق أواخر شهر آذار/مارس الماضي بعد شهورٍ من إيقاف التصدير، كما يقوم بعض التجّار بتهريب المواشي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.