أهالي كوباني يطالبون بالكشف عن مصير ذويهم المفقودين
عين العرب / كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد- نورث برس
يطالب أهالي عين العرب / كوباني بالكشف عن مصير ذويهم المفقودين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إذ تعرض مئات المدنيين للاختطاف على يد التنظيم أثناء سيطرته على مناطق في شمال وشرقي سوريا في الفترة بين عامي 2013/ – 2018/.
مفقودين منذ 2014
يقول المواطن ياسر عمو الأحمد (37 عاماً) من قرية مناز بريف كوباني الغربي، إن شقيقين له, إضافة إلى اثنين من أطفالهما اختطفهم عناصر التنظيم في القرية أثناء الهجوم على المدينة في أيلول / سبتمبر عام 2014.
ويروي الأحمد قصة خطف شقيقيه، فيقول: "إنه أثناء نزوح الأهالي باتجاه الحدود التركية، عاد شقيقين له مع اثنين من أطفالهم إلى القرية لجلب العلف لأغنامهم ليتم اختطافهم من قبل عناصر تنظيم (الدولة) الذين كانوا قد سيطروا على القرية" وذلك في 29 أيلول/ سبتمبر من عام 2014.
ويضيف أن شقيقه محمد عمو الأحمد (40 عاماً) وهو متزوج ولديه سبعة أطفال، وشقيقه الآخر مصطفى (35 عاماً) متزوج ولديه أربعة أطفال، حيث قام التنظيم باختطاف الشقيقين إضافة إلى طفليهما يبلغ عمر أحدهما (17عاماً) والآخر (13 عاماً).
ويشير الأحمد إلى أنهم تمكنوا من الحصول على معلومات عن وجود شقيقيه وطفليهما في سجن لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في جرابلس وتم بعدها ترحيلهم إلى مدينة منبج ومنها إلى مدينة الباب, حيث تمكن أحد الطفلين من الهروب من السجن في شباط / فبراير 2015، فيما لم يتم معرفة مصير البقية حتى الآن.
التحقيق مع قادة "داعش"
ويطالب الأحمد قوات سوريا الديمقراطية بالكشف عن مصير أقربائه أينما كانوا، عبر التحقيق مع قياديي "داعش" المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية.
من جهته يقول المواطن نجم الدين شيخ مسلم (42 عاماً) من قرية كوربينكار، إن شقيقه أحمد (45عاماً) متزوج ولديه ثلاث بنات وصبي، والذي كان يعاني من مرض نفسي, اختفى من منزله بعد سيطرة "تنظيم الدولة" على القرية في أيلول/ سبتمبر 2014.
ويضيف شيخ مسلم أنه عاد إلى كوباني بعد أربعة أيام من طرد مسلحي التنظيم من المدينة في كانون الثاني/ يناير 2015 للبحث عن شقيقه في القرية, دون أن يجد له أي أثر باستثناء هويته التي وجدها في ساحة المنزل، مشيراً إلى أنه يعتقد أن شقيقه تم أخذه بالقوة من المنزل، وأنه لا يعرف مصيره حتى الآن.
ويوضح شيخ مسلم أنه تابع بيان قائد "قسد" حول المفقودين والمختطفين لدى "داعش" والحكومة السورية وأماكن أخرى، مؤكداً أهمية الكشف عن مصير المختطفين، وخاصة أنهم يأملون بعودة شقيقه.
وبحسب المحامي وعضو لجنة أهالي المختطَفين، محمد أمين مسلم، فإن عدد المختطفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من أهالي كوباني الذين تم توثيق معلومات كاملة عنهم بلغ /425/ شخصاً، فيما وثق مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا أسماء /545/ شخصاً من المختطفين من أهالي كوباني لدى التنظيم.
الثامنة صباحاً
من جهتها أفادت المواطنة فرفول بكر (58 عاماً) من أهالي حي كانيا كوردان في كوباني، وهي والدة أحد المختطفين لدى تنظيم "الدولة"، أن ابنها عبدو علي أوسي متزوج ولديه طفل، تم اختطافه من قبل عناصر التنظيم منذ أكثر من ست سنوات، حيث كان يبلغ عمره آنذاك (27 عاماً)، وكان يعمل على سيارة أجرة على طريق كوباني- الجزيرة.
وتشير بكر إلى أن اختطاف ولدها تم في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء 19شباط /فبراير 2014 في بلدة عالية، حيث كانت /10/ سيارات أجرة تنقل مدنيين من كوباني باتجاه القامشلي، وسيارتين قادمتين من جهة القامشلي باتجاه كوباني ليتم اختطافهم جميعاً مع سياراتهم.
وتضيف بكر أن ولدها أخبرها على الهاتف بأنه سيعود إلى كوباني قادماً من القامشلي في الساعة الخامسة صباحاً لكن لم يصل إلى مدينته.
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قام بعملية اختطاف في شباط / فبراير عام 2014 استهدفت /160/ مدنياً من كوباني, كانوا يتوجهون إلى معبر سيمالكا الحدودي مع كردستان العراق، لكن التنظيم اختطفهم بالقرب من قرية عالية القريبة من تل تمر شمال غربي محافظة الحسكة.
نشر صورة
وتؤكد بكر أنه وبعد سنتين من اختطاف ولدها وصلتهم صورة لمجموعة من الأشخاص المختطفين ومن بينهم صورة ولدها ولكن لم يتأكدوا إن كانت الصورة التقطت في مدينة الرقة أو في مكان آخر.
يذكر أن مجموعة من أهالي مدينة عين العرب/ كوباني، طالبوا في السابع من شهر حزيران/ يونيو2019 بالكشف عن مصير أبنائهم وذويهم المعتقلين والمختطفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ضمن حملة "نريد معتقلينا" في ساحة تمثال المرأة الحرة وسط مدينة كوباني, وذلك بعد إنهاء وجود التنظيم عسكرياً في منطقة شمال شرقي سوريا.
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أوضح في تغريدة له على حسابه في تطبيق "تويتر"، أن /3286/ شخصاً، اختطفوا من عين العرب/ كوباني وعفرين والجزيرة، منهم /544/ شخصاً، اختطفهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، و/2368/ اختطفتهم فصائل الائتلاف الوطني (المعارضة المسلحة التابعة لتركيا)، فيما اختطفت الأجهزة الأمنية للحكومة السورية /374/ شخصاً.
فيما بيّن عبدي، أن هناك /8/ أشخاص مفقودين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.