القامشلي – نورث برس
ازدادت خلال السنوات الأخيرة حوادث القتل التي تطال السوريين في تركيا أو تلك التي يتعرضون لها على الحدود، في إشارة واضحة لحجم العنصرية وخطاب الكراهية من قبل الأتراك ضد السوريين.
وأقرب مثال على ذلك ما ذهب إليه المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز يوم أمس، عند سؤاله من قبل مذيع برنامج (تفاصيل) على قناة “أورينت” المحسوبة على المعارضة السورية، عن أسباب الجريمة التي ارتكبتها الجندرمة التركية بحق سوريين السبت الماضي، حيث قال “أنتم على أرضنا” ” تأكلون معنا وتشربون “.
وأظهر الفيديو المنشور لحلقة البرنامج على يوتيوب، حيث بدأ الريحاوي بسؤال يلماز عن سبب قتل الجندرمة للسوريين الثلاثة، ليجيب المحلل التركي” استغرب من هذا الكلام، ومن هذه الافتراءات، ومن هذا الهجوم على تركيا”، وتساءل “بأي حق تهاجمون تركيا بهذا الشكل؟”.
فيما طرد المذيع ضيفه اوكتاي بعد تهجمه ووصفه لما تقدم به في بداية البرنامج بأنه كذب وافتراء على تركيا، حول مقتل شاب سوري على يد الجندرمة التركية، الاثنين الماضي.
واعتقلت السلطات التركية مدير قناة “أورينت” علاء فرحات، والمذيع “الريحاوي”، بحسب ما نشرته القناة في منشور على فيس بوك، على خلفية طرد المحلل التركي من الأستوديو، بعد جدال لم يدم طويلاً.
احصائية
يتعرض السوريين الذين يحاولون دخول الأراضي التركية للاعتداء من قبل الجندرمة التركية والتعرض لإطلاق الرصاص الحي، وأحصى قسم الرصد والتوثيق في نورث برس مقتل 18 شخصاً وإصابة 46 بينهم طفل و3 سيدات، منذ بداية العام الجاري.
والسبت الفائت، قتل الشاب أحمد القسطل على الحدود التركية بعد تعذيب تعرض له رفقة سبعة شبان، قالوا في إفادة لهم إن شابا آخر كان معهم يدعى عبدو خليل صياح قتلته الجندرمة ورمت بجثته بين الأحراش على الحدود.
ويلجأ معظم من يحاولون دخول الأراضي التركية إلى طرق تهريب خطرة في ظل عدم توفر طرق أخرى لجمع شمل عائلاتهم أو تأمين عمل لتلبية احتياجاتهم، لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية السيئة في المنطقة.
حوادث متكررة
كثيرة هي التصريحات التي جاءت على لسان سياسيين المعارضين في تركيا، والتي تنم عن العداء المتزايد والعنصرية تجاه السوريين، تقدمهم رئيس حزب النصر التركي المعارض “Zafer Partisi”، أوميت أوزداغ.
ونهاية حزيران / يونيو الماضي، توعد أوزداغ، بزرع ألغام على الحدود السورية التركية لمنع تدفق اللاجئين السوريين.
ويعرف السياسي التركي، بمعادته اللاجئين السوريين والبالغ عددهم في تركيا نحو 3.7 مليون بحسب احصائيات رسمية للحكومة.
ونشر أوزداغ في تسجيل مصور نشره عبر حسابه في تويتر، يتضمن خطاب سابق له في ولاية أضنة قال فيها إنه في حال وصل حزبه إلى السلطة، فسوف “ينسحب من اتفاقية حظر الألغام التي أسفرت عن نزع الألغام من الحدود التركية”.
وأضاف السياسي التركي، “غداً سأذهب إلى منطقة الريحانية في ولاية هاتاي جنوبي تركيا، وسأضع أول لغم على الحدود التركية السورية، عندما نصل إلى السلطة، وها أنا أعلن عن هذا للعالم كله”.
ومنتصف نيسان / أبريل الماضي، اتهم أوزداغ، كل مواطن تركي يريد بقاء السوريين في تركيا بأنه “خائن”.
وقال أوزداغ في مقابلة تلفزيونية “إلى جهنم، إذا كنت تريد السوريين فاذهب معهم في الحال”.
وفي السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، قالت، ميرال أكشينار، رئيسة حزب الجيد المعارض، في تركيا، في لقاء تلفزيوني، بأنها سوف تعمل على ترحيل جميع السوريين، قبل الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، عام 2026.