كوباني– نورث برس
اضطرت نيروز لتأجيل تحضير زيها الكردي للاحتفال بعيد نوروز القادم، بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شهر شباط/ فبراير الفائت.
وفي السنوات السابقة كانت المرأة وعموم الكرد، يبدؤون تجهيز وتحضير زيهم وألبستهم الفلكلورية خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، استعداًداً لعيد نوروز.
تقول نيروز آبو محمد (28 عاماً) وهي من سكان ريف كوباني، شمالي سوريا، إن الزلزال الذي ضرب المنطقة، أدى لتوقف هذه الاستعدادات والتحضيرات.
وتحتفل شعوب المنطقة (سوريا العراق تركيا إيران) وشعوب أخرى، بعيد نوروز بداية فصل الربيع الذي يصادف 21 آذار/ مارس من كل عام.
فيما انشغل سكان كوباني بتداعيات الزلزال الذي ضرب المنطقة، وأدى لتضرر الأبنية السكنية في المدينة والريف، حيث لجأ غالبية السكان للنوم في الخيم أو العودة إلى الريف في قراهم للنوم في البيوت العربية.
إغلاق المحلات
تشير “محمد” أن أسواق بيع الأقمشة؛ أغلقت خلال الفترة التي أعقبت حدوث الزلزال لمدة 15 يوماً تقريبا، كما أن الخياطين توقفوا عن العمل خلال هذه الفترة.
ويعود سبب إغلاق الأسواق لانشغال جميع سكان المنطقة بتداعيات الزلزال والهزات الارتدادية التي أعقبها، والتي استمرت نحو 15 يوماً وما زالت، حيث تضررت منازل سكان وتشققت جدرانها.
وبعد الأسبوع الأول من آذار/ مارس، عادت النساء وسكان المنطقة لتجهيز وتحضير ألبستهم للاحتفال بالعيد، وباتت محلات بيع الأقمشة في أسواق كوباني والخياطين المختصين بالألبسة الفلكلورية، تشهد ازدحاماً بسبب توقفهم عن العمل خلال فترة حدوث الزلزال والهزات الأرضية، وفق “محمد”.
التهديدات التركية
بدورها تشير ليلى بوزان (35 عاماً) وهي من سكان مدينة كوباني، إلى أن الفترة التي رافقت تحضيرات السكان لعيد نوروز في العام الفائت شهد تهديدات تركية على المنطقة، والعام الحالي شهدت نفس الفترة حدوث الزلزال الذي سبقته التهديدات التركية.
وتضيف أنه رغم ما حدث من تهديدات في العام الفائت، إلا أن السكان جهزوا زيهم الكردي الفلكلوري واحتفلوا بالعيد، لأن لعيد نوروز رمزية لدى الكرد ويحتفلون به رغم كل الظروف.
وتشير المرأة إلى أن حركة الاستعدادات والتحضيرات للعيد، عادت إلى شارع التلل وسط مدينة كوباني منذ ثلاثة أيام، وعادت النساء مجدداً لتجهيز وتحضير ألبستهم الكردية استعداداً للاحتفال بالعيد.
ويقول مصطفى مختار (34 عاماً) وهو صاحب محل بيع أقمشة، إن سكان المنطقة وخاصة النساء يبدؤون بتحضير وتجهيز ألبستهم الكردية قبل نحو شهر أو شهرين من العيد.
ويضيف أن سبب الاستعدادات المبكرة تعود للفترة التي يحتاجها الخياطون ومصممو الألبسة لتلبية طلبات النساء حيث أن المدينة كبيرة بعدد سكانها وتتبعها نحو 400 قرية.
ويشير “مختار” إلى أن عيد نوروز على خلاف بقية الأعياد يشتهر بارتداء سكان المنطقة لزيهم الكردي التقليدي والفلكلوري.
يضيف الرجل أنه بسبب حدوث الزلزال وانشغال السكان بمنازلهم المتضررة، اضطروا لإغلاق محلاتهم لمدة عشرة أيام حيث كان السكان في صدمة جراء الزلزال.
ويرى “مختار” أن الأسواق وحركة البيع والشراء تتناقص عاماً بعد عام، والسبب الرئيسي هو العامل الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار، وتدهور الوضع المعيشي للسكان.
لكن سكان المنطقة يضطرون لضغط نفقاتهم كي يتمكنوا من شراء زي ولباس يحتفلون به في عيد نوروز، على حد قوله.
ويذكر “مختار” أن سعر صرف الدولار ارتفع من 4500 ليرة خلال عيد نوروز في العام الفائت إلى 7500 ليرة خلال العام الحالي، في وقت يتقاضى معظم الموظفين والسكان رواتبهم بالليرة السورية.
تكلفة الزي الكردي
تتراوح تكلفة الزي الكردي للاحتفال بعيد نوروز بين 300 ألف ليرة و900 ألف ليرة، منها 200 ألف إلى 750 ألف كسعر للقماش و100 ألف إلى 150 ألف ليرة كأجرة للخياطين ومصمم الألبسة.
من جهته يشير باور دابان (35 عاماً) وهو مصمم أزياء فلكلورية، إلى أن الزلزال الذي حدث في المنطقة أدى لتوقف عملهم نحو عشرين يوماً، مضيفاً أنهم في كل عام يبدؤون موسم العمل على خياطة الألبسة الفلكلورية الخاصة بعيد نوروز في شهر كانون الثاني/ يناير حتى عشية ليلة العيد.
ويضيف أنه في هذا العام أدى الزلزال لتوقف السكان عن خياطة ملابسهم لدى جميع الخياطين ومصممي الألبسة بسبب انشغالهم بتداعيات الزلزال، لكن في الفترة الحالية تشهد محالهم ضغطاً في العمل.
وكانوا يعملون لمدة 12 ساعة يومياً قبل الزلزال، بينما حالياً اضطروا للعمل لساعات أكثر حتى الساعة 12 ليلاً بمعدل 16 ساعة يومياً، كي يستطيعوا تجهيز طلبات السكان من الألبسة والزي الفلكلوري الخاص بعيد نوروز.