دير الزور.. انتقادات تطال توزيع السلال الإغاثية
دير الزور – نورث برس
لم يستلم علي سلّة غذائية منذ أكثر من ثلاث سنوات مضت، لا سيما أن الرجل بحاجة ماسة لها، نظراً لما يعانيه من صعوبات اقتصادية تعصف بغالبية سكان مناطق شمال شرقي سوريا.
يقول علي الحوان (30عاماً) وهو من سكان حاوي الحصان 10كم غربي دير الزور، ويعمل بإحدى مؤسسات الإدارة الذاتية، إنه بأمس الحاجة للسلة الغذائية، بسبب ظروف اقتصادية ومعيشية يعاني منها.
ويشتكي سكان من دير الزور من التوزيع غير العادل للسلال الغذائية، لذا قدّم الكثير منهم شكاوى لكن دون استجابة، وبات السكان خلال الفترة الماضية يحتاجون لتلك السلال بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والذي ترافق مع انهيار قيمة الليرة السورية.
ومطلع الأسبوع الجاري انهارت الليرة السورية إلى مستويات تاريخية حيث تجاوزت حاجز الـ 7500 للدولار الواحد، الأمر الذي زاد من معاناة “الحوان”.
إذ يتقاضى الرجل راتباً شهرياً يصل إلى 450 ألف ليرة (أقل من 60 دولاراً أمريكياً)، ولديه عائلة مكونة من 6 أشخاص، بينهم طفل يحتاج في الحد الأدنى إلى 7 علب من الحليب، والذي يصل سعر العلبة منه إلى 40 ألف ليرة.
لذلك، فإن سلة غذائية يحصل عليها من قبل بعض الجمعيات التابعة للأمم المتحدة ستخفف من معاناته بعض الشيء.
كذلك تحتاج عفرا الحسين (45عاماً) وهي من سكان بلدة محيميدة 12كم غربي دير الزور، إلى السلة الغذائية، إذ أن المرأة تعيل أسرتها بعد فقدانها للمعيل منذ أكثر من 10 سنوات.
وتحاول المرأة تأمين لقمة العيش لعائلته بعملها بالمياومة، لكن ذلك لا يغطي نفقاتها، في ظل ارتفاع كبير في الأسعار، كما أنها لم تستلم أي سلة غذائية منذ سنوات على الرغم من توزيعها في المنطقة.
قدمت “الحسين” عدة شكاوى للمجلس من أجل الحصول على سلة غذائية، ولكن دون جدوى.
كذلك لم يحصل أحمد العمر (20عاماً) وهو من سكان قرية المنصور 14كم غربي دير الزور، على أي مساعدة أو سلة غذائية كحال سابقيّه.
ويحتاجها الشاب في ظل عدم كفاية دخله لإعالة عائلته، والتي بات معيلها بعد وفاة والده، إذ أنه يعمل بالنجارة ويتقاضى 50 ألف ليرة كأجرة أسبوعية، وهذا مبلغ زهيد مقارنة بالتكاليف المعيشية الباهظة.
يشير “العمر” لوجود “وساطات” بتوزيع المساعدات، لذا من لا يملك لا الواسطة ليستلم سلة إغاثية، على حد قوله.
في حين يقول محمد الحسين الرئيس المشارك للجنة الشؤون الاجتماعية، إن عمل اللجنة في الوقت الحالي يقتصر على عدة مكاتب فقط، كمكتب شؤون النازحين والذي يعمل على تسهيل أمور النازحين في دير الزور، حيث يوجد مخيم واحد نظامي و7 مخيمات عشوائية.
وأشار أن هناك شكاوى كثيرة بسبب عدم وصول المساعدات للسكان، تقوم اللجنة حالياً على خطة عمل جديدة لحل هذا الموضوع، عن طريق تصنيف السكان لشريحتين (أ – ب).
وأضاف أن بطاقة (أ) يتم تقديم المساعدات لمستحقها بشكل شهري، بينما (ب) ستقدم المساعدات الإغاثية كل شهرين، ووفق رأيه أن هاتين البطاقتين ستحلان المشكلة “بشكل نهائي”.
وتعمل في دير الزور جمعيتا “الإحسان” التي تقدمان خدماتها لسكان الريف الشرقي من أبو حمام حتى الباغوز، واليمامة التي تعمل في باقي المناطق، بحسب “الحسين”.