أضرحة وزوايا الصوفية بين التدمير وغياب الترميم

منبج – صدام الحسن – نورث برس

 

بقيت أضرحة مشايخ الطرق الصوفية مغيبة عن الترميم بعد التهديم الذي لحق بها إبان سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) على مدينة منبج، حيث تم جرف أغلبها وتفجيره أثناء سيطرة التنظيم على المدينة.

 

وفجر تنظيم "داعش" عشرات الأضرحة والمقامات والمزارات الخاصة بأتباع الطريقة الصوفية ومشايخها، في سوريا.

 

إعادة الترميم

 

يؤكد الإداري في شؤون الأديان في مدينة منبج علي الجميلي، لـ"نورث برس" أنهم يعملون جاهدين لإعادة  ترميم جميع المعالم الدينية.

 

ويضيف الجميلي أنهم رمموا /4/ مساجد، بالإضافة إلى ضريح الشيخ يوسف النوراني في قرية بوزكييج شمال مدينة منبج.

 

ويتابع: "أما بالنسبة لضريح الشيخ عقيل المنبجي، الواقع في الجهة الجنوبية من المدينة، فإن أعمال الترميم متوقفة إلى حين صدور موافقة من لجنة الآثار في شمال شرقي سوريا.

 

ويشير الجميلي إلى أن الأهالي لديهم مطالب بإعادة ترميم ضريح الشيخ عقيل، منوهاً إلى أن تاريخ الضريح يعود إلى القرن الرابع عشر.

 

الجدير بالذكر أن ضريح الشيخ عقيل كان من أهم الأضرحة في منبج، وكان الزوار يتوافدون إليه من دول عربية كـ(مصر والسعودية والعراق) وقد تم تدميره وجرف بقاياه في العام 2014.

 

عودة الصوفية

 

وعادت الطرائق الصوفية بعد اختفائها إبان سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على منبج، الذي اعتبرها بدعة، وأن الإسلام لم يأت بشيء من هذا القبيل، فقاموا بملاحقة شيوخها وسجنهم ووصلوا إلى مرحلة الإعدامات الميدانية بحقهم.

 

الصوفية أو التصوف لها العديد من الطرق فهنالك (القادرية والرفاعية والعدوية والنقشبندية.. الخ) وتنسب الطريقة في تسميتها لاسم الشيخ الأول الذي تعود إليه الطريقة, وكل طريقة تجمع حولها جماعة تسمى بـ"المريدين".

 

الشيخ محمد الحساني من مدينة منبج يقول لـ"نورث برس": إنهم لا يخالفون الإسلام بشيء وأن الصوفية موجودة منذ القدم ولها شيوخها ومريديها. مضيفاً أنهم يقومون بطقوسهم الخاصة دون مخالفة الشرع الإسلامي.

 

وأشار إلى أن الصوفية قائمة على "حلقات الذكر لله" ويخصصون بأسماء خاصة كـ"حي قيوم"، مؤكداً أن الذكر  يكون على هيئة حلقات أو صفوف أو قياماً أو قعود.

 

وتابع الحساني في حديثه أنهم يترنمون بأناشيد ومدائح، وغالباً تكون مع الدق على الدف (الطبل) أو بدونه.

 

واختتم الحساني حديثه أنهم كصوفيون نشئوا على هذه الطريقة على الرغم من عدم قبول الكثيرين لهم وأنهم يرونهم مخالفين للدين الإسلامي كونهم يقرعون الطبول وينشدون الأناشيد وكل هذا لم يأت في القرآن والسنة النبوية.

 

وأغلب حلقات الصوفية غالباً ما يكون فيها ضرب بالسيوف أو الخناجر لبعضهم البعض ليقدموا برهاناً ودليلاً للحاضرين أنهم على حق، وأنه لولا ذلك لماتوا من أول ضربة سيف أو خنجر.