معظم جسور دير الزور مدمّرة والحكومة تحتاج لدعم كبير لإعادة بنائها

دير الزور – صفاء عامر – نورث برس

 

عُرفت محافظة دير الزور بلقب مدينة الجسور لكُثرة الجسور المقامة فيها على نهر الفرات, لكنها تعرضت لتدمير خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها، وقد وضعت الحكومة السورية بعد استعادة السيطرة على المدينة بـ 2017 على قائمة أولوياتها إعادة بناءها وترميمها نظراً لأهميتها.

 

كان لتدمير الجسور أثر على الحركة بشكل عام، حيث فصل ضفتي النهر وأعاق حركة مرور المدنيين كما أسهم في تضيق الحصار الاقتصادي على المدينة إبان سيطرة تنظيم "داعش" مانعاً دخول الخضار والمواد الغذائية من وإلى المدينة.

 

وتضم دير الزور /26/ جسراً منها/14/  جسراً على نهر الفرات، و/12/ جسراً على الوديان السيلية، وكان جسرا "إيمان حجو" و"كنامات" الواقعان على الفرع الصغير لنهر الفرات دمرا مطلع عام 2013 ، إثر تفجيرهما من قبل "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً).

 

وفي الـ2 من أيار/مايو 2013 فجَّرت "النصرة الجسر المعلق، لإعاقة حركة قوات الحكومة السورية، عن طريق تجهيز عدد من العبوات الناسفة وزرعها على الجسر، فيما لا تزال دعائمه صامدة بعد انهياره، وترك تفجير الجسر أثراً كبيراً على أهالي المنطقة.

 

ويعد الجسر المعلق من أقدم الجسور، بُني عام 1925 بإشراف المهندس الفرنسي مسيو فيفو، ويبلغ طوله /476/ متراً وعرضه حوالي /4,5/ أمتار، وارتفاعه /36/ متراً، ويستند على أربعة قواعد وأربع ركائز بطول /25/ متراً لكل ركيزة، ولا يماثله في البناء بالعالم سوى جسر جنوب فرنسا.

 

وآخر الجسور الرئيسية المدمرة "جسر السياسية" وهو المدخل الرئيسي للمدينة من الريف الشمالي لداخلها الذي قصفهُ طيران التحالف عام 2014 وبذلك قُطعت دير الزور عن ريفها الشمالي (منطقة الجزيرة) بالكامل.

 

حتى الجسور المُشيدة على الفرع  الصغير بالنهر تم تفجيرها، منها تفجير جسر العنفات أواخر عام 2015 والجسر العتيق وهو الطريق الرئيسي الواصل بين مركز المدينة والجسر المعلق من طريق حي الحويقة، والذي فُجِّر في تشرين الأول/أكتوبر عام 2016.

 

وفي أواخر عام 2017 فجّر تنظيم "الدولة الإسلامية" جسر البعث الذي يصل بين أحياء المدينة، كما فجّر ثالث أكبر الجسور في المدينة وهو جسر كنامات الذي يربط بين أحيائها، ودمّر بالكامل كلاً من جسر محمد الدرة، وهو جسر معدني صغير في حي الحويقة، وجسر إيمان حجو بنفس المنطقة، وجسر "الميادين" الذي كان يربط مدينة الميادين غرب نهر الفرات وبلدة ذيبان شرقه، وكان يُعد من أكبر الجسور في محافظة دير الزور بعد جسر "السياسية".

 

وقصف طيران التحالف كلاً من  جسر "العشارة" ويصل مدينة العشارة في منطقة "الشامية" ببلدة "درنج" في منطقة الجزيرة على الضفة الأخرى، وجسر "البقعان" ويربط الجزيرة بالشامية، وجسر "الصالحية" وهو آخر الجسور في الريف الشرقي لدير الزور والذي يربط أيضاً الجزيرة بالشامية، ويسمى أيضاً جسر "الباغوز".

 

وحول إمكانية تصليح وترميم وإعادة بنائها، قال مسؤول في محافظة دير الزور لـ"نورث برس" رفض التصريح عن اسمه، إن المحافظة تعمل على وضع دراسة فنية كاملة مع وزارة الأشغال ممثلة بفرع شركة "الطرق والجسور" لمعالجة وضع الجسور بدير الزور.

 

وأضاف، "أن عملية إعادة بناء تلك الجسور يحتاج لوقت كبير ودعم مالي كبير، وهي على رأس قائمة إعادة الإعمار في المدينة نظراً لأهميتها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي".

 

ويلجأ الديريون اليوم للسفن الصغيرة والتي أطلقوا عليها اسم "العبارات" للانتقال بين ضفتي النهر لعدم البدء بترميم وتشيد الجسور, باستثناء الجسر العائم الذي يربط بين ضفتي النهر من "المريعية" إلى "مراط"  بست قرى وهي (الصالحية، الحسينية، حطلة، خشام، الطابية, ومراط) ويبلغ طوله /145/ متراً وعرضه /8/ أمتار وحمولته /60/ طن.