انقطاع الكهرباء المستمر وعدم توفر البدائل يزيد معاناة سكان في كوباني
كوباني- نورث برس
منذ بداية شهر آذار / مارس الجاري، تضطر هدلة إلى غسل ثيابها بالأيدي، بعد انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن قريتها وعن مدينة كوباني، متذكرة الأيام الخوالي قبل أكثر من 40 عاماً، عندما كانت الكهرباء حكراً على المدن.
تقول هدلة محمد (60 عاماً) وهي من سكان قرية حلنج بريف كوباني الشرقي، شمال سوريا، إنها تقوم بتشغيل “البابور” مستخدمة مادة المازوت بدل الكاز بسبب عدم توفر مادة الكاز في محطات الوقود.
وعانى سكان كوباني من انقطاع التيار الكهربائي، بعد توقيف سد تشرين عن العمل مطلع آذار/ مارس الجاري، وما زاد من معاناتهم عدم توفر حلول بديلة كمولدات الأمبيرات.
تضيف “محمد” لنورث برس، أن سكان كوباني وريفها ممن لا يملكون مولدات كهربائية، باتوا يشغلون فوانيس إضاءة تعمل على مادة الكاز أو المازوت.
كما البرادات في منازلهم باتت مفتوحة الأبواب منذ نحو اسبوع بسبب عدم وجود الكهرباء، على حد قولها.
وسبّب انقطاع التيار الكهربائي عدة مشاكل لسكان كوباني، كما أدى لتعطيل أعمال كثير من أصحاب المهن والمحال التجارية.
بدورها تقول سعاد بوزان (39 عاماً) وهي من سكان قرية ميناس بريف كوباني الغربي، إنها تضطر لتسخين المياه على النار من أجل استخدامها في استحمام الأطفال.
وتضيف أنهم كانوا يحصلون على المياه الساخنة لاستخدامها في الاستحمام عندما كانت الكهرباء تصل ثلاث ساعات متواصلة، كما كانت هذه الساعات كافية لتشغيل الغسالات.
وتشير المرأة أن بعض السكان لجأوا لتشغيل الشموع بعد انقطاع الكهرباء المتواصل، فيما تعتمد هي على تشغيل فانوس يعمل على الكاز، لافتاً إلى أن مادة الكاز غير متوفر في كوباني، فتضطر لشرائها من بلدة صرين بعد الوقوف في طابور على محطة الوقود.
ورافق انقطاع الكهرباء، مشكلة المياه، فأغلب القرى تعتمد في تأمين مياه الشرب على مياه الآبار، والتي تحتاج إلى كهرباء لتشغيلها، وفي ظل انقطاع الكهرباء فهم بحاجة إلى مولدات كهربائية تعمل على مادة المازوت.
وتطالب “بوزان” بإيجاد حل دائم لمشكلة الكهرباء، فانقطاع الكهرباء بشكل كامل لمدة أسبوع جعلتهم يعانون في البحث عن بدائل الطاقة.
وتنوه أن اسلافهم عندما كانوا يعتمدون على بدائل الكهرباء، كانت مواد مثل الكاز والمازوت متوفرة ولدى السكان احتياطي منها، لكن حالياً لا تتوفر تلك المواد بسهولة.
ولدى “بوزان” فانوس يعمل على مادة الكاز ولكن الكاز غير متوفر، الأمر الذي يدفعهم أحياناً لتشغيل الشموع، وأنهم يسخنون المياه على النار لأنه لا يوجد مادة الكاز لتشغيل البابور، كما أن مادة الغاز غير متوفرة بشكل كافي.
ويقول بوزان عبدي (65 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إن تغذية المدينة بالكهرباء لعدة ساعات في السابق كانت تساهم في شحن البطاريات الموجودة لدى السكان، والتي يستخدمونها لتشغيل الإضاءة (الإنارة) “الليزر” داخل المنزل، إلا أن قطع الكهرباء بشكل نهائي أدى إلى كونهم باتوا يعيشون في الظلام.
ويضيف أن يضطر للانتقال داخل منزله بالاعتماد على إضاءة الموجود في القداحة “الولاعة”، مثلاً.
ويضطرون أحياناً لتشغيل الشموع داخل البيت، أما البرادات والغسالات وكل الأدوات الكهربائية فباتوا محرومين منها منذ أسبوع.
ولانقطاع التيار باتت الثياب مكومة فوق بعضها داخل المنزل، لأن الغسالة لا تعمل، مضيفاً أن الغسيل بالأيدي لا ينظف الثياب بشكل جيد.
إلى ذلك يقول نبو محمد (40 عاماً) وهو من سكان كوباني، أنه اضطر لتشغيل مولدة الكهرباء، بسبب انقطاع الكهرباء رغم تكاليف تشغيلها.
ويوضح أنه يقوم بتشغيل المولدة الكهربائية من الساعة السادسة حتى الثانية عشرة ليلاً، بمعدل ست ساعات يومياً.
لكن المولدة تستهلك من “محمد” ست ليترات من المازوت يومياً، وأن سعر ليتر المازوت 1200 ليرة أي أن يدفع سبعة آلاف ليرة للحصول على الكهرباء لمدة ست ساعات، باستثناء تكاليف الصيانة التي تكون بالدولار.
غير أنه مضطر لتشغيل المولدة من أجل الحصول على الإنارة في منزله ليلاً وتشغيل الغسالة أحياناً، ومن أجل مساعدة جيرانه في شحن البطاريات والهواتف.