دير الزور.. انتشار لمكبات عشوائية يسبب إزعاجات وضرراً للسكان

دير الزور ـ نورث برس

حاولت زهرة منع أطفالها من اللعب بالقرب من بيتها، وأغلب محاولاتها تفشل أحياناً، إلا أنها لم تتوانَ بجلبهم إلى المنزل، خوفاً عليهم من الأوبئة، نتيجة لعبهم بالقرب من مكبات للنفايات.

تقول زهرة المحمد (35 عاماً) وهي من سكان قرية الحاوية 12كم غربي دير الزور، شرقي سوريا، إن المكبات العشوائية بات تنتشر في أرجاء القرية، الأمر الذي يثير مخاوفها على أطفالها.

وتنتشر المكبات العشوائية بين المنازل في أغلب قرى ريف دير الزور الغربي، وتوسعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، في وقت تنتشر في الأمراض والأوبئة، فيما تحمّل البلدية المسؤولية للسكان.

لكن “المحمد” تعيد سبب انتشار المكبات العشوائية في قريتها، إلى عدم تخصيص مكبات من قبل البلدية، وهو السبب في عودة تراكمها بعد أن تزيلها البلدية.

وتتخوف المرأة على أطفالها من إصابتهم بالأوبئة نتيجة كثرة المكبات وعدم وجود مكان للعب، في وقت تنتشر فيه الأمراض والأوبئة الجلدية وغيرها.

كذلك لم يستطع رياض العلي (50عاماً) وهو من سكان قرية حمار العلي 23كم غربي دير الزور، منع السكان عن رمي النفايات بالقرب من محله، وبات يعاني الرجل من الروائح الكريهة.

عدا عن الروائح المزعجة، يقول إن “المنظر البشع” يزيد من مشكلته، وبات الرجل يعاني من تراجع مبيعاته نتيجة عدم إقبال الزبائن على محله.

وكما حال سابقه، يعاني أحمد العواد، وهو من سكان بلدة محيميدة 12 كم غربي دير الزور، من انتشار النفايات بالقرب من مكان عمله، حيث يعمل الرجل بالتجارة.

وبات المكب يسبب له مشاكل مع الجيران، مع محاولاته المتكررة من منعهم، لكنه لم ينجح في المحاولات، وبات الأمر يخلق له مشاكل أحياناً.

يقول الرجل إنه قدم عدة طلبات وشكاوى إلى البلدية، لنقل المكب من جانب منزله ومحله، ومنع السكان من رمي النفايات، إلا أن أحداً لم يستجب له.

ويتخوف الرجل على أطفاله، من إصابتهم بالأوبئة، لا سيما في ظل انتشار اللشمانيا في المنطقة، كما أن الروائح الكريهة باتت تشكل له مصدر إزعاج.

ويطالب سكان قرى غربي دير الزور، بتخصيص مكبات للنفايات، وتفعيل عمل البلدية لإزالتها بشكل دوري وبفترات متقاربة.

ونتيجة كثرة الشكاوى التي قدمها السكان عملت البلدية على إزالة المكبات ضمن حملة للنظافة أطلقتها، وفق وهاب البشار، وهو مسؤول قسم الخدمات في مجلس المنطقة الغربية.

وقال إن المجلس أطلق حملة نظافة استمرت لثلاثة أيام، وشملت جميع قرى الخط الغربي، أُزيل فيها جميع المكبات العشوائية “تقريباً”.

كما أن موظفي الضابطة يقومون بإعطاء إنذارات للسكان لمنع رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، بالإضافة لاستمرار الحملات خلال الفترات القادمة، وفق “البشار”.

ورغم الحلول المؤقتة للبلدية، إلا أن المشكلة لا زالت قائمة، بحسب سكان، وأشاروا إلى أنها لن تحل “إلا بتخصيص البلدية مكاناً لرمي النفايات، وترحيلها بشكل متكرر وبفترات متقاربة إلى المكب الرئيسي للنفايات”.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان