أهالي السويداء يشكون شح المياه والأعباء المالية الناتجة عنه
السويداء – جبران معروف – نورث برس
تتوارث الأجيال في السويداء المعاناة من عوز المياه، حيث تحول خزان المياه الأرضي إلى ركن رئيسي في أي منزل، في وقت يعاني الأهالي من عدم انتظام وصول مياه الشرب عبر الشبكة العامة، وطول فترة انقطاعها، ما يضطر الأهالي إلى الاستعانة بالصهاريج الخاصة لجلب المياه، الأمر الذي يحمل الأهالي أعباء مالية إضافية.
تقشّف لنقص المياه
قال أبو مازن حسن، من سكان الريف الجنوبي للسويداء، في حديث لـ"نورث برس": "كل شهر تأتينا المياه لعدة ساعات، وغالباً ما يكون ضغط المياه ضعيف، فلا نستطيع ملء الخزان".
وأضاف "نعيش منذ عدة أشهر تقشفاً بكل ما تعنيه الكلمة، حيث لا نستطيع أن نروي بعض الأشجار والمزروعات المتواجدة في حديقة المنزل، والحمد الله أن موسم الأمطار قد بدأ وإلا كانت كل المزروعات تلفت، ولا يكفينا أن المنطقة أصبحت تتصحّر وكمية الأمطار تتراجع عاماً بعد آخر، حتى نخسر بعض الأشجار والمزروعات الحقلية التي نزرعها في حدائق المنازل".
وتابع حسن: "كمية المياه التي تصل عبر الشبكة لا تكفينا للشرب والغسيل، ما يضطرني لأشتري نحو ثلاثة صهاريج مياه في الشهر، وفي الصيف كنت أشتري أربعة صهاريج، كل واحد يتسع لـ /20/ برميل، ويبلغ ثمنه /3,500/ ليرة سورية، وفي حال أزمة الوقود أو ازدياد انقطاع الكهرباء يزد ثمن صهريج الماء".
وعودٌ فقط
من جانبه قال أبو هاني صعب، من سكان بلدة الرحى: "مشكلتنا مع المياه ليست جديدة، وفي كل عام لا نترك باب مسؤول إلا ونطرقه، لكن لا نحصد إلا الوعود، وتبقى أزمتنا على حالها، فنتحمل تكلفة شراء المياه عبر الصهاريج الخاصة، والتي أصبحت مرهقة لنا".
وتابع "حتى التسجيل عبر البلدية يخضع إلى الدور، ما يجعلنا ننتظر أسبوعاً أو أكثر، بحسب الضغط والمحسوبيات، الأمر الذي يزيد من أعباء الحياة اليومية، فتجدنا إما أمام مؤسسة المياه أو البلدية أو نلاحق أصحاب الصهاريج الخاصة من شارع إلى شارع، حتى نحجز دوراً، ولكن بكل الأحوال الصهاريج الخاصة بالحد الأقصى تجلب نقلة المياه خلال /24/ ساعة".
ويتهم مواطنون في العديد من القرى، القائمين على إدارة عملية توزيع المياه، بالتحيّز في عملية التوزيع إما لمصالح شخصية أو عائلية، الأمر الذي يزيد من معاناة غالبية المواطنين، مبينين أن الكثير من القائمين على المياه يتذرعون بسوء التيار الكهربائي والأعطال المتكررة لمولدات الكهرباء في الآبار والغطاسات.
المشكلة في الكهرباء
بدوره قال مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب خاصة، في حديث لـ"نورث برس": إن "مشكلة المياه في السويداء ليست بسبب قلة المياه، خاصة أن جزءاً كبيراً من المحافظة يعتمد على الآبار الارتوازية في تأمين مياه الشرب، إلا أن المشكلة تكمن في ارتباط ضخ المياه بالتيار الكهربائي المرتبط بالشبكة العامة، ما يعني أنها تعاني من برنامج التقنين والذي يتبدل بين الحين والأخر، وحالياً هو ثلاث ساعات قطع مقابل /3/ ساعات وصل، والخزّان وسطياً بحاجة إلى ساعتين لملئه، إذا كان البئر ذا غزارة جيدة، ما يعني أننا نستطيع ملء الخزان مرة ونصف إن لم تتكرر الانقطاعات بالتيار كما يحدث عادة، وبالتالي يصبح لدينا تراكم في البرنامج فيتأخر دور الناس".
وتابع: "حتى مولدات الديزل الموضوعة في كثير من الآبار، إما أن تتعرض للأعطال أو أن يكون هناك نقص في الديزل، ولكن تبقى المعضلة الكبرى بمسألة عطل الغطاسات التي لا بدائل لها، ما يخرج البئر عن العمل، حيث يجب إرسال الغطاس إلى دمشق أو حلب ليتم إصلاحه ومن ثم إعادته إلى المحافظة، لعدم توافر ورش إصلاح سوى بهاتين المدينتين، وهذا الأمر قد يستغرق عدة أسابيع".
الحل بخطوط مستقلة
ورأى المصدر ذاته، أن "الحل هو توفير خطوط كهرباء مستقلة للآبار، لا تخضع للتقنين مع محولات تؤمن استقرار التيار، إضافة إلى وجود عدد من الغطاسات الاحتياطية، للحفاظ على عدم خروج أي بئر عن العمل، وخاصة أن هناك نقص في عدد الآبار، بعد أن توقف حفر عدد لا بأس من الآبار التي كانت ضمن خطة زيادة عدد الآبار، منها نحو /30/ بئر من أصل /100/ بئر يطلق عليها آبار المكرمة".
وأشار إلى أهمية زيادة عدد الآبار للاستغناء عن مياه السدود السطحية، والتي أصبحت مستوطنات للأسماك، ما لا يدع مجالاً للشك في أنها ملوثة جراء الإفراط باستخدام المبيدات الزراعية.