دير الزور – نورث برس
فقدت يسرى الأمل بالحصول على عمل ضمن المنظمات وكذلك مؤسسات الإدارة الذاتية، نتيجة عدم امتلاكها أي شهادة تعليمية.
تعاني يسرى الأحمد (25عاماً) من سكان قرية حمار العلي 20كم غربي دير الزور، من رفضها في العمل نتيجة عدم توفر المؤهل العلمي، وتحمّل أهلها المشكلة في ذلك نتيجة رفضهم متابعة تعليمها في السابق.
وتعاني المرأة في دير الزور، شرقي سوريا، من صعوبات نتيجة طبيعة المنطقة العشائرية، وتزمّت العادات والتقاليد، التي تحرم النساء من أبسط حقوقهن كالتعليم واختيار الزوج.
تقول “الأحمد”، إنها بحثت عن العمل كثيراً لكنها لم تُوفق في ذلك، “أهلي سبب عدم امتلاكي لأي شهادة، هم رفضوا تعليمي، والآن سمحوا لي بالعمل، لكن لا أحد يقبلني”.
ما يزيد معاناة الفتاة أنها لم تُقبل بأي دورة أو تدريب تطلقها المنظمات في المنطقة، إذ تشترط المنظمات وجود مؤهل علمي للقبول، على حد قولها.
وتتمنى “الأحمد”، الحصول على أي عمل لتتدبر مصاريفها في ظل ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر بها غالبية السكان.
وما تبحث عنه، بات حسرة في نفس عائشة الخلف (22عاماً) من سكان منطقة الطار 12كم غربي دير الزور، إذا تملك الفتاة شهادة ثانوية، لكن لم يُسمح لها بالعمل للأسباب ذاتها التي منعت سابقتها من إتمام تعليمها وهي العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع في منطقتها.
كما حُرمت الفتاة من إتمام تعليمها الجامعي بعد الحصول على الشهادة الثانوية، ما سبّب لها أزمة نفسية، لعدم قدرتها على المواجهة.
تقول “الخلف” إنها تمنّت أن تكون معلمة، لكن الوضع الأمني وسطوة العادات وسلطة الأهل حرمتها من ذلك، “المرأة في مجتمعنا مقيدة، لا قرار لها في حياتها الشخصية والعملية أيضاً”.
ويصادف الثامن من آذار/ مارس من كل عام الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وانبثق ذلك اليوم عن حراك عمالي، ثم أصبح حدثاً سنوياً اعترفت به الأمم المتحدة.
ففي عام 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.
وتسيطر العادات والتقاليد على المجتمع في المنطقة الشرقية، حيث تحكمهم جملة من القوانين العشائرية لا يمكن تجاوزها أو المساس بها، وتسري غالبية الأحكام على المرأة بشكل أساسي.
في ظل ذلك، ترزح نور المحمود (40عاماً) وهي من سكان قرية الحويجة 12كم غربي دير الزور، وأرملة لديها 3 أطفال.
زادت ضغوط المجتمع على “المحمود”، بعد وفات زوجها، وباتت تعاني من نظرة المجتمع السلبية للأرامل وإطلاق الأحكام و”تسميع الكلام”.
ما يزيد معاناة المرأة التي تعيل أطفالها، عدم حصولها على فرصة عمل، في ظل ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة تعانيها غالبية الأرامل، كما أنها لم تجد أي مساعدة من قبل المجتمع أو حتى المنظمات.
ورغم محدوديتها إلى حد بعيد، إلا أن “جهوداً تبديها لجنة المرأة في دير الزور لدعم وتمكين النساء، واستقطاب أكبر عدد منهن”، على حد قول فاطمة الحسين وهي الرئيس المشاركة للجنة.
تقول إن اللجنة تقيم دورات تدريبية لعدد من النساء المتعلمات بحسب المؤهل العلمي الذي يحملنه، واللواتي لم تتلقينَ تعليماً، ومن ثم تُقدم الأسماء لمكتب التشغيل لتوفير فرص عمل وفق مؤهلاتهن العلمية.
كما تعمل اللجنة على مشاريع لتحسين واقع المرأة، كمشروع الفرن النسائي في منطقة الكسرة، والذي يوفر فرص عمل لـ 15 من النساء، وكذلك بيت المونة، طبقاً لـ “الحسين”.
وأضافت، كذلك قدمت اللجنة مشاريع خاصة بالمرأة خلال العام الجاري، منها تأسيس مطبعة لتوفير فرص عمل لعدد من النساء، وإقامة دورات مهنية لهن.