الأطفال من عوائل تنظيم "الدولة" الأجانب بمخيم الهول…جيل بفكر خطر تتجاهلهم حكوماتهم

الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يعيش آلاف الأطفال من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) برفقة أمهاتهم في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، دون رعاية مناسبة تذكر، وذلك ضمن ظروف إنسانية صعبة، ما يهيئ المناخ لإنشاء جيل على طريق التشدد، في ظل إخفاق الجمعيات الإنسانية والمعنية بالقطاع التربوي والتعليمي، من تغيير فكرهم المتشدد الذي حملوه من ذويهم بالشكل المطلوب.

 

ويقطن في مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة، قرابة /9/ آلاف طفل من عائلات تنظيم "الدولة الإسلامية" الأجانب، في ظل تغاضٍ على قضيتهم من قبل دولهم، بالرغم من المناشدات المتكررة للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، باستعادة رعاياها.

 

وبحسب صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تقرير لها مؤخراً، فإن أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم، يكمن في أن فصل الأطفال عن أمهاتهم يتناقض مع القانون الإنساني الدولي، بعد رفض تلك الدول استعادة البالغين من أفراد عائلات التنظيم.

 

وأضاف التقرير أن بعض الأمهات قررن عدم التخلي عن حقوق الأمومة بعدم السماح لأطفالهن بالعودة، معتبرين أن هؤلاء الأطفال هم الجيل الجديد للتنظيم، في حال تمكن الأخير من الانتعاش مجدداً.

 

"نورث برس" استطلعت الظروف القاسية التي يمر بها الأطفال في مخيم الهول، حيث يشاهد الفتية يقومون بأعمال تزيد عن طاقاتهم لمساعدة عوائلهم مادياً، بينما أطفال أخرون يلهون في الطين، وهم يرددون أمام عدسة الكاميرا شعار "دولة الإسلام باقية" دون الادراك ماهيتها.

 

ويقول الإداري في لجنة العلاقات بمخيم الهول جابر محمد لـ "نورث برس"، أن "أطفال عائلات تنظيم الدولة الإسلامية كانوا مجهزين للفكر المتطرف سابقاً".

 

وأشار إلى /14/ مدرسة داخل المخيم ترعاها الجمعيات والمنظمات لتأهيل وتوعية هذا الجيل، الذي يحمل فكراً مشدداً، "إلا أنه بحسب تقييمنا ومتابعتنا لهذه المدارس، لم تستطع الأخيرة تغيير الذهنية والفكر المتطرف بالشكل المطلوب".

 

وأضاف محمد بأن "معظم العوائل لا ترسل أطفالها إلى المدارس لرفضهم فكر المجتمعات الحديثة والمتطورة، لذلك نحن دائماً بصدد توجيه رسالة إلى الحكومات التي تتبعها تلك العوائل، بهدف استعادة هذه الحكومات لرعاياهم إلى دولهم".

 

واعتبر محمد وجود هذه العوائل بهذا "الفكر المتشدد" بمثابة "عبء كبير على الإدارة الذاتية، وبخاصة أن هؤلاء الاطفال يكبرون رويداً رويداً مع هذا الفكر القائم، والذي سيشكل خطراً كبيراً في المستقبل القريب".

 

وشهد مخيم الهول مؤخراً حالات فرار من قبل عائلات لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى جانب ارتكاب جريمة قتل بحق رجل وامرأتين من الجنسية العراقية، على خلفية "رفضهم الفكر المتشدد الذي ينادي به التنظيم".

 

ويحذر محمد من خطورة الوضع القائم في المخيم، قائلاً "الوضع لهذا المخيم الشاذ يتجه من سيء إلى أسوأ، والتغير بداخله بطيء بشكل كبير، خاصة مع هجوم الدولة التركية الأخير على شمال شرقي سوريا، والذي تسبب بازدياد أعداد الخلايا النائمة، والمهرَّبين ممن يخرجون بإخراج العوائل من مخيم الهول".