تصاعد العنف بمخيم الهول يشعل قلق قاطنيه وزوجات عناصر تنظيم “الدولة” يشدّدن: “سنقتل المخالفين”

الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبد القادر – نورث برس

 

شهد مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة مؤخراً، تصاعداً في أعمال العنف، حيث وجهت الاتهامات لزوجات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وسط قلق كبير يسود أوساط قاطنيه، نتيجة استمرار حالات القتل والخطف، في الوقت الذي تبرر فيه نساء التنظيم حالات القتل بمخالفة ضحايا لـ"شرع الله".

 

ويتخوف قاطنو مخيم الهول الذي تديره الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، من وقوع المزيد من أعمال عنف، عقب عثور القوات الأمنية في المخيم، يوم أمس الثلاثاء على جثة فتاة في المخيم، وعثورهم كذلك يوم الأربعاء الفائت، على جثة رجل وامرأة من الجنسية العراقية، مقتولين بأداة حادة.

 

في حين تقول اللاجئة فضة محمد من محافظة الموصل العراقية، بأنها لم تعد تأمن خروج أطفالها إلى الشارع: "كل يوم نستيقظ على حالات قتل أو خطف، كما صل الأمر إلى سرقة أعضاء البشر ورمي الجثث على أطراف المخيم".

 

وتضيف "أنا كلاجئة عراقية أريد العودة لبلدي، أصبحنا نخاف أن نستيقظ ذات يوم ونلقى أحدنا مقتولاً، الكثير من الحوادث يجري ولا ندري من يقف وراءها".

 

بدورها تقول السيدة الشابة "أم عثمان" من قضاء الفلوجة العراقي، بأنه وقعت العديد من حالات قتل بحق النساء بالمخيم، دون معرفة من يقف وراء ذلك، مبينة أن الأوضاع داخل المخيم سيئة جداً.

 

وتتخوف الكثير من النساء، الخوض الحديث عن جرائم القتل التي تحدث ضمن المخيم خشية التعرض لهن من قبل زوجات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما حال سيدة تقف أمام بسطة لبيع الخضار في سوق المخيم، مفضلة عدم الكشف عن هويتها مرتدية النقاب.

 

وتقول السيدة لـ"نورث برس" أن حالات القتل التي تحصل، هي "ضد الذين لهم خلفيات سيئة فقط، فلسنا خائفين من القتل حيث ننام مطمئنين، وحالات القتل التي تحدث لا نعرف أسبابها أو الجهة التي تقف وراءها، فالعلم عند الله".

 

وتنشر زوجات عناصر التنظيم الذعر والخوف بين نساء المخيم، في حال رفضهن للفكر المتشدد الذي ينادي به التنظيم، والتي تصل عقاب الرافضات إلى حالات قتل.

 

وتشير أحدى زوجات التنظيم استسلمت برفقة زوجها في بلدة الباغوز، آخر معاقل التنظيم في سوريا، بأن النسوة اللائي يستحقن القتل لا مشكلة لديها بقتلها، مبينة أن أسباب القتل يعود لمخالفتهن لـ"شرع الله".

 

بينما ترفض سيدة أخرى من زوجات عناصر التنظيم توجيه الاتهام، فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة هم نساء التنظيم، مبررة أسباب القتل التي تحصل بـ"التعدي على حدود الله والسرقة وغيرها".

 

وحول ما إذا سنحت لها الفرصة بقتل الرافضين لفكرهن، قالت "إذا الأمر أغضب شرع الله، فأكيد سأقتلها".

 

ولعل أبرز المتضررين جراء حالات القتل الحاصلة في المخيم هم اللاجئون العراقيون، حيث يقول رئيس مجلس اللاجئين العراقيين في مخيم الهول فارس البرغوث، بأن أسباب الجرائم التي ترتكب يعود للفكر المتطرف المتمسك به هؤلاء النسوة من زوجات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".

 

وأوضح البرغوث، أن عدد الضحايا العراقيين جراء أعمال العنف في مخيم الهول، منذ قدوم نساء التنظيم مع سقوط قرية "الباغوز" آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا في آذار / مارس 2019، وصل لما يقارب /10/ أشخاص، أغلبهم نساء، ما عدا أعمال حرق الخيم والضرب.

 

وتجدر الإشارة أنه يقطن في مخيم الهول بحسب الاحصائية الأخيرة، ضمن سجلات الإدارة الذاتية أكثر من /67/ ألف شخص منهم نحو /11/ ألف من نساء وأطفال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).