تركيا وريفي حلب الشمالي والجنوبي.. وجهات نزوح مدنيي إدلب جراء العملية العسكرية
إدلب – نورث برس
تستمر حركة النزوح من مناطق معرة النعمان وريفها بريف إدلب الجنوبي والجنوب الشرقي على إثر العملية العسكرية للقوات الحكومية السورية على هذه المناطق، ويتجه النازحون نحو المناطق والمخيمات الحدودية مع تركيا شمالي إدلب، ومنطقتي عفرين واعزاز شمال حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا، وقسم صغير يتجه نحو مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة حلب.
تهريب لتركيا
ويحاول البعض الدخول إلى تركيا عبر مهربين يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل تهريبهم وسط مخاوف إطلاق النار عليهم من قبل حرس الحدود التركية.
وأكد أحد المهربين في منطقة حارم لـ "نورث برس" أن الحدود التركية بالقرب من حارم شهدت في الآونة الأخيرة دخول عدد كبير من العائلات النازحة من جنوبي إدلب وشرقها، لافتاً إلى مقتل وجرح عدد من الشباب، وإصابة بعض النساء والأطفال نتيجة إطلاق نار مباشر من قبل حرس الحدود التركي.
واستدرك، "فضلاً عن قيام حرس الحدود التركي بإلقاء القبض على عدد كبير من الأهالي، يفرج عنهم في اليوم التالي لكن بعد ضربهم بشدة بـبواري حديدية وبالأسلحة بمختلف أنحاء جسدهم، بالإضافة لإطفاء السجائر على جسد الشباب، ومنهم من يكون عمره تحت الـ /15/ عاماً". مبيناً أن أجور التهريب تتراوح إلى تركيا من /400/ إلى /1500/ دولار.
من جانبه قال رضوان الحسين وهو من نازحي شمالي حماة بمنطقة سراقب، لـ "نورث برس": "قمت ببيع أغنامي بأسعار زهيدة للتجّار الذين استغلوا نزوح الأهالي، وذلك نتيجة خوفنا من تقدم قوات النظام السوري خصوصاً أنني منشق عن النظام منذ العام 2013، نظراً لذلك قمت ببيع الأغنام ومحتويات المنزل التي استطعت إخراجها، وأحاول الآن الدخول إلى تركيا بعد أن يئسنا من النزوح المتكرر منذ سنوات".
وأضاف: "أصبح لدينا يقين شبه كامل بسيطرة قوات النظام على إدلب، والآن أحاول الدخول إلى تركيا عن طريق أحد المهربين في منطقة حارم، مضطراً لدفع /2500/ دولار لكي أدخل أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة، علماً أن الطريق غير مؤمن وغالباً ما يقوم حرس الحدود التركي بإطلاق النار بشكلٍ مباشر على الأهالي الذين يحاولون اجتياز الحدود.
التوجّه لريف حلب
وأوضح أحد أبناء منطقة معرة النعمان، الشاب مصطفى العثمان لـ"نورث برس"، أن مدينة معرة النعمان والقرى والبلدات المحيطة بها أوشكت أن تصبح خالية تماماً من المدنيين، لا سيما في ظل تواصل القصف الجوي والبري على المنطقة، في محاولات تقدم مستمرة من قبل قوات الحكومة على محور التح وجرجناز.
وبدوره أفاد علاء الحسين من نازحي بلدة جرجناز، أن معظم النازحين من أبناء بلدته توجهوا إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا في إعزاز وعفرين بريف حلب الشمالي، وذلك خوفاً من استمرار تقدم قوات الحكومة السورية إلى المناطق الحدودية مع تركيا.
وأكد "الحسين" أن تركيا ونقاطها الـ /12/ في أرياف حماة وإدلب وحلب، لم توفر الحماية لأهالي المنطقة ولم تفي بوعودها، حيث أن نقاطها ذاتها لم تسلم من قصف وتقدم قوات الحكومة السورية، كما رأينا مؤخراً من حصاراً لـنقطتي مورك شمال حماة، والصرمان شرق إدلب، بالإضافة للقصف المتواصل الذي تتعرض له النقاط المتبقية في إدلب مثل معر حطاط جنوب إدلب، وشير مغار غرب حماة.
الدخول لحلب
وعن الدخول إلى مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، أفاد أحد أصحاب حافلات النقل العاملة على نقل الركاب من وإلى حلب وحماة، إن القوات الحكومية سمحت مؤخراً بدخول الآليات التي تحمل عفش المنازل بالدخول إلى مناطق سيطرتها عن طريق معبر العيس جنوب مدينة حلب.
وأضاف أن تكلفة دخول كل آلية تصل لأكثر من /50/ ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أنها "تسمح لكل آلية إدخال شخصين فقط على متنها، ما يجعل حركة الدخول قليلة جداً".
هذا ووثق فريق منسقو استجابة سوريا في بيان صدر عنه أمس الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير، أن "أعداد النازحين من المنطقة منزوعة السلاح جنوب وشرق إدلب بلغت أكثر من /355/ ألف شخص، توزعوا على مختلف المخيمات الحدودية مع تركيا، ومناطق شمال حلب".