بعملها تؤمّن دواء زوجها.. قصة إصرار لاجئة سورية في قوشتبه
أربيل ـ نورث برس
لم تعتد، موجث، على العمل خارج منزلها، لكن قسوة اللجوء دفعتها للاعتماد على نفسها وبناء حياتها من جديد.
تقول اللاجئة السورية موجث سليمان رشو، (50 عاماً) لنورث برس: “يجب ألا يخجل الإنسان مهما كانت نوعية عمله، بل يفخر بنفسه، ويشعر بالرضا لأنه لم يستسلم وينتظر المساعدة من الغير”.
تعمل “رشو”، يومياً من الساعة السابعة صباحاً، حتى الثانية والنصف ظهراً، في مستوصف قوشتبه الطبي في المخيم بأربيل في إقليم كردستان العراق، إذ إنها المعيلة الوحيدة لعائلتها المكوّنة من زوجها وابنها الصغير.
عشر سنوات مرّت على لجوئها مع عائلتها، من القامشلي إلى أربيل، لتتدهور حالة زوجها الصحية ويصبح عاجزاً عن العمل.
تقول لنورث برس: “تدهورت حالة زوجي الصحية، إنه يعاني من مرض في الأعصاب، يعجز عن العمل، لذلك قررت العمل في مجال الخدمات، كنت مُجبرة على ذلك، لم أجد حلّاً بديلاً لتأمين الدواء والطعام”.
تنظّف “رشو” أرضية المستوصف يومياً، تلمّع الزجاج، ترحّل القمامة، تتقاضي لقاء ذلك مرتباً شهرياً، تدفع نصفه تقريباً ثمن أدوية زوجها.
تقول: “أدفع شهرياً مئة ألف دينار عراقي ثمن أدوية زوجي، ومستلزمات ابني المدرسية، وأشتري حاجيات المنزل بما يبقى في جيبي من دنانير”.
تضيف: “المرتب ضعيف لكنه يسندنا، لا أحد من عائلتي أو عائلة زوجي يرسل لنا النقود، كما أن معظم الأرزاق والمساعدات الأممية تراجعت، مرتبي هو كل ما لدينا”.
بابتسامتها، ومحبتها لعملها، ونشاطها داخل المستوصف، كسبت “رشو” محبة الجميع، وتمكّنت من بناء صداقات مع الموظفين والمرضى.
تقول: “الجميع هنا يحترمني، يلقون التحية، ويثنون على نظافة المستوصف، فأنا أحب الإتقان والإحسان في أي مهمة أقوم بها”.
تعتبر قصة اللاجئة السورية “موجث سليمان رشو”، واحدة من قصص السوريات داخل مخيمات اللجوء، فمعظمهن ونتيجة تراجع فرص العمل، وارتفاع تكلفة المعيشة، لجأن إلى العمل في مجال الخياطة والزراعة والخدمات، وتمكنَّ من إعالة عوائلهن خلال رحلة اللجوء المستمرة.