مزارعو القطن في الجزيرة يشتكون تدني الإنتاج وقلّة المساحات وخسارة الموسم هذا العام

الدرباسية – إبراهيم إبراهيمي – NPA
يشتكي عمال وفلاحو القطن في منطقة الجزيرة من تدني إنتاج محصول القطن لهذا العام، ومن قلّة المساحات المزروعة، وتأثر مردودهم من جراء ذلك.
ومنذ بدء الأزمة السورية، قلّت المساحات المزروعة بمحصول القطن بالتدرّج، حتى لم تعد تُلحظ مساحاتٌ مزروعةٌ بالقطن في أغلب أرياف مدن الجزيرة.

قلّة الانتاج
وبالرغم من أن بعضاً من الفلاحين، وفّروا ما يمكن من مستلزمات زراعة القطن، إلّا أنّهم يشتكون من قلّة الإنتاج.
إذ تقول الفلاحة وضحة جعفر من ريف الدرباسية لـ"نورث برس"، إنّ "إنتاج القطن سيء، ولا يوجد إنتاج جيد بالرغم من أنّ الناس وفّروا لمحصول القطن ما يمكن من الدواء والماء والسماد".
في حين يؤثر قلّة الإنتاج على مردود العمال الذين يعملون في قطاف القطن، وذلك بسبب قلّة الكمية التي يجنيها العامل خلال اليوم.
وتقول العاملة ملكة محمد لـ"نورث برس" إنه "لا يستطيع كلُ عاملٍ واحدٍ سوى تعبئة /3/ أو/4/ أكياس من القطن، ما يعادل /50 – 60/ كلغ، وذلك لأنّ مردود القطن سيء." على حد تعبيرها.

خفيف الوزن
وأثر على انتاج القطن عواملٌ عدّةٌ، وقلّ مردوده لهذا العام، فلم يكن يتوفر للقطن دواء مكافحة آفات القطن، كما ازدادت تكلفة المحروقات، وخفّ وزن القطن نتيجة العطش.
ويحصل عمال القطن لهذا العام على مبلغ /20/ ليرة سورية مقابل قطاف كل كيلو غرام واحد من القطن، فكلما خفّ وزن القطن قلّ مردود العامل.
وتشتكي  العاملة أماني محمد من خفّة وزن القطن، وتقول لـ"نورث برس"، "أصاب القطن هذا العام آفة الدود، والمنّ، والعطش".

قلّة المساحات
كما أنّ عدد العمال الذين يعملون في حواش القطن قلّوا هذا العام، وذلك بسبب قلّة المساحات المزروعة بالقطن.
حيث تقول أمينة محشوش، العاملة في حقول القطن بقرية تل أمير بريف منطقة أبو رأسين / زركان لـ" نورث برس" إنه "في السابق كان مئات العمال يأتون إلى هنا للعمل في القطن، من جميع المناطق، من تل تمر، رأس العين، الشدادي، ومن منطقة 47، أمّا هذه السنة فلم يأتوا لأنّ المحصول أصابه الدود، ولأنّ المساحات المزروعة قليلةٌ إضافةً لضآلة الإنتاج".

 المحصول لا يغطي المصاريف
وتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد من محصول القطن، بحسب الاتحاد العام للفلاحين في الإدارة الذاتية، من/50/ حتى/65/ ألف ليرة سورية، فيما يتوقع الفلاحون بأنّ ما ينتجه محصول القطن لهذا الموسم، لا يغطي المصاريف التي صرفوها على محاصيلهم.
ويقول الفلاح عبد الجبار محمود العطية من قرية تل أمير التابعة لمنطقة أبو رأسين لـ"نورث برس" بأن "إنتاج هذا العام قليلٌ، والتكاليف عاليةٌ، من مازوت وسماد وبزار ودواء، وأتوقع أن لا يعوض محصول القطن التكاليف التي صرفناها".

أسعار القطن
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حدّدت سعر الكيلوغرام الواحد من مادة القطن، من النخب الأول بـ/330/ ليرة سورية، فيما السعر الأدنى بـ/320/ ليرة.
وحدّدت كذلك خصماً مقداره /4/ كيلوغرام، في حال توريد القطن بأكياس نايلون، مع عدم الخصم في حال توريدها بأكياس الخيش (الجوالق).
وخصصت الإدارة الذاتية خمسة مراكز لاستقبال القطن من الفلاحين، وهي مركز الحسكة، ومركز مبروكة رأس العين / سري كانية،  ومركز العشرة كيلو في دير الزور، ومركز سلحبية في الرقة، ومركز الجلبية في عين العرب / كوباني.
وكانت الإدارة الذاتية أعلنت بأنّه سيتم استلام محصول القطن بدءاً  من 25 أيلول / سبتمبر، وبأنّ تسليم الفواتير لن يزيد عن/ 20/ يوماً من تاريخ تسليم القطن للمراكز.