كوباني.. سكان يتركون الشقق ويبحثون عن منازل أرضية

كوباني – نورث برس

اضطر بشار إلى مغادرة شقته السكنية في الطابق الرابع بمدينة كوباني، والإقامة مؤقتاً في شقة سكنية في الطابق الأول لحين الحصول على منزل عربي لاستئجاره والإقامة فيه، بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/ فبراير الفائت.

بشار مغاري (25 عاماً) من سكان كوباني ووالد لطفلين، بدأ البحث عن منزلاً عربي، بسبب مخاوفه على أطفاله من الزلزال الذي أدى لتضرر كبير في الشقق السكنية في مدينته.

واجتاحت مخاوف الإقامة في الشقق الطابقية سكان كوباني، بعد الدمار الذي خلّفه الزلزال، وتصدع الشقق نتيجة الهزات الأرضية، لذا بات أغلب السكان يبحثون عن منازل عربية (أرضية)، لكن تلك ارتفعت إيجاراتها مقابل انخفاض في إيجارات الشقق.

والأسبوع الماضي، قالت شاخدة محمد، وهي الرئيسة المشاركة لغرفة المهندسين في كوباني لنورث برس، إنهم وثّقوا تضرر 250 مبنى جراء الزلزال، من ضمنها ستة مبانٍ غير صالحة للسكن نتيجة أضرار في العناصر الإنشائية.

يقول “مغاري” لنورث برس، إنه كان يقيم في شقة سكنية يملكها بالطابق الرابع قبل الزلزال، إلا أن خوف أطفاله من الهزات الأرضية وما سببه الزلزال من أضرار وتشققات في شقته السكنية، دفعه لمغادرتها.

ويضيف أنه يقيم حالياً في شقة بالطابق الأول لدى أقربائه، ولكنه يبحث عن منزل عربي للآجار والإقامة فيه ريثما تتوقف الهزات الارتدادية.

لكن، بات من الصعب إيجاد منزل عربي للإيجار، لأن أغلب سكان المدينة يقيمون في أبنية طابقية، ويبحثون عن بيوت عربية لاستئجارها، في ظل قلة عدد البيوت العربية في المدينة، على حد قول “مغاري”.

اقرأ أيضاً:

خيم مؤقتة

يشير الرجل إلى أن بعض سكان الأبنية الطابقية اضطروا للسكن في خيم بشكل مؤقت، لافتاً إلى أن الكثيرين من سكان كوباني يتركون شققهم السكنية، بسبب المخاوف من هزات أرضية أخرى.

ويضيف “مغاري” أنه رغم مرور أكثر من 20 يوماً على الزلزال الأول، إلا أن سكان المدينة ما زالوا يشعرون بالهزات الارتدادية الناتجة عن الزلزال الذي يضرب مدناً في تركيا، ما يثير رعبهم.

وكما سابقه، يتخوف عمر يوسف (45 عاماً) وهو من سكان كوباني، من الانتقال إلى شقته السكنية التي جهزها مؤخراً، بسبب استمرار الهزات الارتدادية الناجمة عن الزلزال.

و”يوسف” والدٌ لسبعة أطفال، يقيم في منزل عربي بمدينة كوباني استأجره قبل أكثر من عام، ريثما ينهي تجهيز شقته السكنية.

يقول الرجل، الذي اشترى شقة قبل أربعة أشهر وجهزها للإقامة فيها، إن الزلزال الذي ضرب المنطقة جعله يعدِلُ عن قراره والبقاء في المنزل المؤجر كونه أكثر أماناً من شقته السكنية في حال حدوث هزات أخرى.

مخاوف من الشقق

يضيف “يوسف” أن الزلزال تسبب بمخاوف كبيرة لدى أبنائه وخاصة الأطفال منهم، وهو ما جعله يلغي قراره بالانتقال إلى الشقة السكنية.

وسيبقى في البيت العربي كمستأجر ريثما تستقر الأوضاع وتتوقف الهزات الأرضية، لا سيما أن أغلب الزلزال والهزات الأرضية التي تحدث في تركيا تؤثر على مدينته ويشعر بها سكانها، وفق ما ذكر.

يشير “يوسف” أن هناك طلب كبير على البيوت العربية للاستئجار، وأن أغلب السكان تركوا شققهم السكنية للإقامة في القرى أو في خيم نصبوها بجانب أبنيتهم بسبب مخاوفهم من الهزات الأرضية.    

بدوره يوضح جلال برجس (34 عاماً) وهو صاحب مكتب عقارات في كوباني، أن أسعار بيع وشراء وإيجارات الشقق السكنية كانت أغلى من أسعار وآجار البيوت العربية قبل الزلزال.

ويضيف أن الوضع اختلف حالياً، لأن أغلب السكان يرغبون في البيوت العربية ولا يطلبون الشقق الطابقية، بسبب تضرر الشقق السكنية والأبنية الطابقية، إذ أن السكان باتوا لا يقيمون في الطابقين الثاني والثالث بشكل نهائي.

ارتفاع آجار

يشير صاحب المكتب العقاري، أن إيجارات الشقق السكنية كانت قبل الزلزال بحدود 300 دولار سنوياً، وانخفضت إلى نحو 100 دولار بعد الزلزال.

بينما كانت إيجارات البيوت العربية سابقاً بحدود 100 دولار، ولكنها ارتفعت لتصبح حالياً بين 300 و500 دولار في الشهر، في ظل اضطرار السكان للإقامة في البيوت العربية تجنباً لتداعيات الهزات الأرضية.

كذلك أسعار الشقق السكنية كانت تتراوح بين 10 و12 ألف دولار وسطياً، كان سعر البيوت العربية لا يتجاوز ستة آلاف دولار، ولكن بعد الزلزال أصبح سعر البيوت العربية بأسعار الشقق السكنية، بحسب “برجس”.

ويرى أن سبب هذه التغيرات هو تسبب الزلزال بتشققات في الشقق السكنية، وتخوف السكان من الإقامة فيها تجنباً لهزات أرضية لاحقة.

ويقول برجس أن عشرة إلى 15 شخصاً يزورهم يومياً في المكتب العقاري، للسؤال عن بيوت عربية للآجار، وأنهم يبدون استعدادهم لدفع أي مبلغ لقاء السكن فيها، لافتاً إلى أن أغلب من لا يحصلون على بيوت عربية لاستئجارها يقومون بنصب خيم للسكن فيها.

ويذكر “برجس” أن قلة عدد البيوت العربية في كوباني، يعود لتعرضها للدمار خلال حرب “داعش” على المدينة، كما أن أصحابها حولوها لأبنية طابقية وبنوا مكانها شققاً سكنية بعد الحرب.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان