القامشلي- نورث برس
أثارت تصريحات وزيارات مسؤولي دول عربية إلى دمشق، في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا في السادس من شباط/ فبراير الماضي، ردود فعل عربية ودولية غير مرحب بها، وحذرت في الوقت ذاته من التطبيع.
أولى تلك الزيارات كانت للجارة الأردن، حيث التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لتكون الأولى منذ 2012.
تلتها زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض، أعقبتها مطلع الأسبوع زيارة لممثلي برلمانات عربية عقب اختتام أعمال مؤتمر الاتحاد الـ34 في بغداد السبت الفائت، وآخرها كانت الاثنين الماضي، لوزير خارجية مصر سامح شكري.
ويبدو أن الزيارة الأخيرة هي أكثر ما أثار حفيظة واشنطن، فذهبت تنتقد زيارة شكري، لدمشق.
أيضاً كانت هناك تصريحات وصفت بـ”القوية” لمصر حول ضرورة عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
وكان رئيس النواب المصري حنفي جبالي، قال خلال كلمة له في أعقاب زيارته مع وفد الاتحاد البرلماني العربي لدمشق، أمام البرلمان المصري إن “الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه لا ينبغي أن ننتظر حتى تأتي سوريا إلينا، بل يجب أن نذهب إليها ونعيدها إلى الوطن العربي”.
وشدد على أن “سوريا حجر الزاوية للعمل العربي المشترك، ولا غنى عنها للأمن القومي العربي”.
واشنطن تنتقد
انتقدت واشنطن بشدة زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق، الاثنين الماضي.
وجاء ذلك في بيان لنائبين في الكونغرس الأميركي، فرينش هيل (جمهوري)، وبرندان بويل (ديمقراطي)، وهما “الرئيسان المشتركان لمجموعة أصدقاء سوريا الحرة والمستقرة والديمقراطية”.
وقال البيان إن “لقاء شكري مع الأسد يعزز قدرته على الاستفادة من الزلزال المدمر، للتلاعب في طريق عودته إلى جامعة الدول العربية والاستفادة من الكارثة الطبيعية لكسب تعاطف زعماء العالم”.
وأضاف: “لا ينبغي لأي دولة ذات سيادة أن تقع في غرام تواضع الأسد المزعوم أو الحاجة إلى المساعدة، وخاصة إن كانت هذه الدولة حليفاً للولايات المتحدة مثل مصر”.
كما علق السيناتور الجمهوري، والعضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، جيم ريش، عبر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، على زيارة وزير الخارجية المصري لدمشق.
وقال إن “الموجة الأخيرة من التواصل مع الأسد لن تفيد شركاءنا العرب، ولن يكون من شأنها إلا فتح الباب لعقوبات أميركية محتملة”.
إلى ذلك علقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان على تلك الزيارات العربية لدمشق. وقالت إن “العديد من الدول العربية سارعت إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، منذ كارثة الزلزال، وذلك من دون الضغط من أجل الإصلاحات الأساسية اللازمة لتحقيق السلام الدائم في سوريا بعد الحرب”.
أقرأ أيضاً:
- الزلزال فتح الأبواب المؤصدة أمام دمشق.. فهل من شأنها رسم ملامح مرحلة جديدة بسوريا؟
- وزير الخارجية الأردني يبحث مع الأسد الحل سياسي في سوريا
- بعد الزلزال بأيام.. وزير الخارجية الإماراتي في سوريا
- هل يؤثر الزلزال على مسار التطبيع مع دمشق؟
- رئيس الحشد الشعبي العراقي يلتقي الرئيس السوري
ردود عربية
وأمام الزيارات العربية اللافتة إلى سوريا، ذهبت دولة قطر التي تدعم المعارضة السورية منذ نيسان/أبريل 2012 وحتى اليوم، إلى الإعلان عن أن موقفها تجاه عودة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية “لم يتغير”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال إحاطة إعلامية، إن “موقف بلاده من النظام السوري لم يتغير” وفقاً لصحيفة “العربي الجديد”.
وأشار المسؤول القطري إلى أن “الأسباب التي دعت لتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة”.
وشدد الأنصاري على أن موقف بلاده لن يتغير من هذه المسألة “إذا لم يكن هناك حل سياسي حقيقي في سوريا”.
كما شدد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، على أن “بلاده ترفض تطبيع العلاقات مع دمشق”.
وقال في لقاء مع تلفزيون سوريا، الثلاثاء الماضي، إن بلاده لن توافق بأي شكل على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ووصف المشري الزيارات العربية الأخيرة لدمشق بأنها عبارة عن “زلزال فوق الزلزال”.
الردود والمواقف المؤيدة لعودة دمشق إلى حضن الوطن العربي أكثر من المعارضة، فهل ستشهد مرحلة ما بعد الزلزال تغيرات دولية وعربية من شأنها تحقيق ذلك، أم لا؟.