تكسي الأجرة في دمشق.. أجور خيالية ورعونة سائقين

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

يعاني سكان دمشق من غلاء أجور تكسي الأجرة  قياساً بدخل الفرد المتدني، ومن عدم تشغيل العداد من قبل السائقين، وسوء تعاملهم مع المضطرين لاستخدام تكسي الأجرة.

 

حيث تبدأ المعاناة من لحظة إيقاف التكسي التي تعوّد سائقيها سؤال الراكب عن وجهته قبل أن يركب، وهذه مخالفة قانونية حيث ينص قانون المرور على ضرورة  تأمين الراكب بالذهاب إلى أي منطقة كانت ضمن المدينة أو ريفها، ومن ثم تبدأ المجادلة بالسعر المطلوب وهذه مخالفة قانونية  ثانية، حيث من المفروض أن يتم تشغيل العداد لحظة صعود الراكب.

 

استنزاف للجيب

 

تقول الموظفة رؤى خليل لـ"نورث برس": "إن ركوب تكسي الأجرة هو استنزاف لجيب المواطن وإذا اضطر لركوب التكسي مرتين بالأسبوع فهذا يعني أنه سيعيش أزمة خانقة طوال الشهر، وقد لا تقبل أي سيارة إيصالك إذا لم يعجبهم المكان الذي تطلب الذهاب إليه، فأنا أسكن في منطقة المزة /86/ ونادراً ما يقبل التكسي الصعود إلى هذه المنطقة".

 

ومن جانبه قال الموظف علام قرحالي: "إن ركوب سيارة الأجرة آخر الحلول بالنسبة لي لأنه (يكسر الظهر) ذلك لأن السائق لا يشغّل العداد ويطلب أرقاماً خيالية." وأشار إلى أن أغلب السائقين يشتكون من أن التعرفة قليلة، "فإذا كانت كذلك، لماذا لا تقوم الحكومة بتعديلها وما ذنب المواطن في ذلك".

 

استغلال المواقف

 

في حين بيّن قيس العوام الطالب في كلية الهندسة المعمارية أن بعض السائقين ملتزمون بأصول المهنة من الذوق إلى التعرفة، ولكنهم يشكلون نسبةً ضئيلةً للغاية، أما الأغلبية فلا يرون من هذه المهنة إلّا الجانب المادي.

 

وأضاف قائلاً: "مرة كنا متأخرين على الامتحان وأوقفنا تكسي من دوار المواساة وطلبنا الذهاب إلى دوار الجمارك وهذه المسافة لا تتجاوز دقيقتين بالسيارة فطلب /1500/ ل.س  يبدو أنه انتبه أننا مضطرون للغاية وأوقفنا غيره فطلب /2000/ليرة، مع أنه كان واضحاً علينا من الأدوات التي نحملها أننا طلاب جامعة ولسنا تجاراً كباراً". 

 

وأكمل بشيء من السخرية، "عندما تكون صديقتي برفقتي فإن السائقين يستغلون الوضع وتصبح أجور التكسي ضعفي المبلغ الكبير الذي أدفعه عندما أكون وحيداً.. وكذلك يكون استغلالهم بشعاً عندما تكون لهجة الراكب غير الدمشقية فيفترضون أنه لا يعرف بالمسافات التي تفصل بين المناطق في دمشق".

 

محاولة تحرّش

 

أما الطالبة (ر ،ح) في السنة الأولى هندسة معلوماتية، تقول: "في الأسبوع الأوّل لتواجدي بدمشق لم أكن أعرف كيف أتنقل بالسرافيس، فاضطررت لركوب تكسي إلى مكان سكني في جرمانا، فبدأ السائق بفتح الأحاديث معي ثم طلب مني أن نذهب إلى عقربا أولاً ومن ثم يوصلني إلى جرمانا فرفضت عندها صار يزيد السرعة ويرفع صوت الأغاني".

 

وتضيف، "ولما لمحت مكاناً أعرفه قريب من مفرق جرمانا طلبت النزول فرفض، وقال: "لي خلينا ننبسط شوي وبوديكي ببلاش" فاضطررت للصراخ ولما انتبه بعض المارة  توقف فرميت له الأجرة وهربت". 

 

من جهتهم أغلب سائقي التكسي الذين تحدثنا إليهم طالبوا بتعديل العداد بما يتناسب مع متطلبات معيشتهم التي أصبحت مرهقة كما طالبوا بزيادة كمية البنزين المقنن.

 

والجدير ذكره أن تكسي الأجرة تحصل على /350/ ليتر بنزينٍ شهرياً عبر بطاقةٍ خاصةٍ، وعندما تنفذ يضطر السائق للحصول على البنزين بسعرٍ مضاعف يصل لحدود /450/ ليرة سورية لليتر الواحد.