الرقة – نورث برس
تركت الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا آثراً عميقاً في نفس إياد، خاصة مع كثرة مشاهداته للدمار الذي خلّفته، وما يزيد من مخاوفه انتشار الشائعات حول حدوث زلازل وهزات أُخرى “مدمّرة”.
إياد محمد (57عاماً) وهو من سكان مدينة الرقة، شمالي سوريا، يقول إن الشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل له نوعاً من الخوف والرعب.
وتركت الهزات الأرضية ومشاهد الدمار آثار نفسية لدى سكان الرقة، لكن ما يعّقد الأمر انتشار الشائعات حول حدوث زلازل أخرى، الأمر الذي يثير حالة من الرعب والهلع لديهم، لا سيما مع انتشار التنبؤات وتداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن مدينته لم تتأثر بشكل بالغ، إلا أن القلق بات قريناً لـ”محمد”، كما أن الخوف على مصير عائلته صار هاجساً لدى الرجل، إذا ما حلًت الكارثة.
“أثارت الشائعات قلقنا وخوفنا على الرغم من إيماننا، أن لا شيء يحدث إلا بأمر الله، ولكن التوقعات باتت كثيرة ومرعبة” يقول ” محمد”.
ويضيف، أن مخاوفه تعاظمت مع كثرة الشائعات والتوقعات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض “المنجمين” على حد تعبيره، ومواقع معنية بشأن رصد الهزات الأرضية. معرباً عن خوفه بلهجته المحلية “الزلال ما في حدا ما يخاف منه”.
وتبث الشائعات وتوقعات علماء الرصد بتكرر الهزات الأرضية، والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الخوف لدى سكان في الرقة، لا سيما توقعات المتنبئ الهولندي، كما أن بعض صفحات “فيسبوك، باتت تتخذها كوسيلة لجمع “اللايكات”.
ويرى محمد علي(27عاماً) وهو من سكان مدينة الرقة أيضاً، إن الشائعات تثير الخوف والرعب لدى الكبار والصغار، ولكنه يعتقد من الضرورة “زيادة الوعي لدى كل فرد بعدم صحة تلك التوقعات”.
ويقول “علي” لنورث برس، إن “كثرة الشائعات والأنباء بوقوع زلزال مرة أخرى أو حتى تحديد مدى شدته، أمور خاطئة، ولا يجوز نشرها بين الناس وإخافتهم”.
ويضيف، أن “الإنسان قد يصيبه مرض أو مكروه بسبب خوفه من تلك الشائعات الخاطئة، وخاصة الأطفال فهم الأكثر عرضة لذلك”.
وفي الزلزال الأول الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/ فبراير، أُصيب جرائه ستة أشخاص من كوباني، نتيجة الخوف والهلع الذي رافق الهزة الأرضية الذي ضرب مدينتهم، وليس نتيجة انهيار مباني أو أجزاء منها.
وما يثير الرعب لدى سكان الرقة، أن “أغلبية الأبنية متصدعة سابقاً، جرّاء الحرب التي دارت في المدينة، الأمر الذي يقلق ساكنيها بمجرد سماعهم أي إشاعة، وشكّل حالة من عدم الثقة في المنازل” بحسب “علي”.
وللنساء والأطفال الحصة الأكبر من الخوف إذ ينتاب القلق مطرة الموسى (41 عاماً) وهي من سكان مدينة الرقة، من حدوث زلزال يدمر بيتها أو يفتك بأفراد أسرتها.
تقول المرأة، وهي أم لثمانية أطفال، إن “الهزات التي توالت على المنطقة في الفترة الأخيرة، ولّدت لديها هلع وخوف على نفسها وعائلتها”.
وما يثير رعب “الموسى”، ويجعلها تلاحق الشائعات وتخافها، “رأينا كيف انتُشلت جثث الاطفال والنساء من تحت ركام منازلهم في تركيا وحلب فأصبحنا نخاف أن نلقى ذات المصير”، على حد قولها.
باتت المرأة تتابع أخبار الزلزال التي أصبحت مليئة بالشائعات والتوقعات بحدوث هزات أخرى.
وبسبب الخوف الذي يلاحقها على أطفالها تضطر للخروج من منزلها مع عائلتها لقضاء اليوم خارجاً والمبيت في مكان تراه أكثر أماناً.