غرفة الأخبار – نورث برس
مذ ضرب الزلزال سوريا في السادس من شباط / فبراير الجاري، تتوالى التصريحات العربية لتحمل في بعضها رسائل تشاطر فيها الشقيقة دمشق مصابها بما حصده الزلزال من أرواح وخلفه من دمار، وتذهب في أخرى إلى أنها لن تدخر جهداً في عودة الدور الفاعل لسوريا في الساحة العربية.
وأقرب تصريح عربي كان يوم أمس، قالت فيه جمهورية مصر على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، إنها “ستستمر بمؤازرة الأشقاء في سوريا وتقديم ما يحتاجونه من دعم إنساني لمواجهة تداعيات كارثة الزلزال”.
واعتبر الوزير المصري، الذي كان في ضيافة الرئيس بشار الأسد، أمس الاثنين، أنّ “العلاقة السورية – المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية”.
وشدد شكري في الرسالة التي نقلها عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن مصر: “ستكون دائماً مع كل ما يمكن أن يساعد سوريا” مبدياً حرص بلاده على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.
أول الغيث قطرة
جاءت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق، بعد يوم من زيارة رؤساء البرلمانات وأعضاء الوفود البرلمانية العربية لدمشق.
والأحد الماضي، التقى الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، رؤساء البرلمانات وأعضاء الوفود البرلمانية العربية في اجتماعين متتاليين، بعد وصولهم إلى سوريا في وقتٍ سابقٍ من اليوم نفسه.
وضم الاجتماع الأول رئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد الحلبوسي، ورؤساء مجلس النواب في الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، ورئيسي وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي، والثاني كان موسعاً حيث اجتمع برؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية جميعاً.
أكد “الحلبوسي” خلال لقاءه مع الأسد، أن “الاتحاد البرلماني العربي لن يدخر جهداً من أجل عودة الدور المؤثر والفاعل لسوريا على الساحة العربية“.
وأضاف الحلبوسي أن “العراق سيواصل تقديم كل المساعدات الممكنة لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال”.
فيما أشار الأسد إلى العلاقات الأخوية بين سوريا والعراق، وأن هناك تحديات متشابهة وتجمعهما مصالح مشتركة.
أيضاً التقى الرئيس الأسد برئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات صقر غباش بشكل خاص.
وشدد الطرفان على أهمية تكثيف العمل على المستوى البرلماني في سوريا والإمارات بما يخدم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
سبق هذه التحركات العربية أخرى لدمشق، حيث زار الرئيس السوري، بشار الأسد، في العشرين من الشهر الجاري سلطنة عمان، التقى خلالها بنظيره السلطان هيثم بن طارق، قالت تقارير صحفية إنها “زيارة عمل”، لتكون الزيارة الثانية له إلى دولة عربية بعد الإمارات منذ عام 2011.
وفي الثامن عشر من أذار/ مارس الماضي، أعلنت الحكومة السورية، عن زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، للإمارات العربية المتحدة ولقائه بمسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، وذلك في أول زيارة لبلد عربي منذ بدء الحرب في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء “سانا” التابعة للحكومة السورية، أن السلطان هيثم بن طارق أكد خلال المباحثات على أن “سوريا دولة عربية شقيقة ونحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي”.
ونشرت الرئاسة السورية صوراً للحظة استقبال السلطان هيثم بن طارق للرئيس السوري في المطار.
الزيارات والتصريحات وما سبقها للدول العربية ودمشق قد تنحو في مساراتها إلى ما هو أبعد من مد يد العون لشقيقتها سوريا بسبب محنة الزلزال، إلى التطبيع، فيكون ذلك حذواً لما بدأت به أنقرة وإن كانت الغاية مختلفة لدى الأخيرة، وفقاً لمتابعين للشأن السوري.
أقرأ أيضاً:
- وزير الخارجية الأردني يبحث مع الأسد الحل سياسي في سوريا
- بعد الزلزال بأيام.. وزير الخارجية الإماراتي في سوريا
- هل يؤثر الزلزال على مسار التطبيع مع دمشق؟
اجتماع رباعي بشأن سوريا
أعلنت روسيا عن تحضيرات لعقد اجتماع رباعي يجمعها مع كل من إيران وتركيا والحكومة السورية.
وجاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الأحد الماضي.
وقال بوغدانوف إن “وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران يرتبون لعقد اجتماع”، وفقاً لـ “رويترز” التي نقلت عن وسائل إعلام روسية.
ونسبت وكالة “تاس” إلى بوغدانوف: “يوجد على جدول الأعمال الآن تنظيم اجتماع رباعي لمسؤولي الشؤون الخارجية، والاستعدادات جارية له”.
تزامنت التصريحات الروسية بشأن الاجتماع الذي عقد في سوريا مع رؤساء البرلمانات العربية المشاركين في مؤتمر البرلمان العربي في بغداد.
والأسبوع الماضي تحدث وزير الخارجية الروسي عن أن “الخلافات بين دمشق وأنقرة يمكن تجاوزها”، مشدداً على مواصلة بلاده “مساعدة الطرفين في إيجاد حلول مقبولة لهما، من أجل تطبيع العلاقات واستعادة علاقات حسن الجوار التقليدية السورية التركية”.
وقال بوغدانوف في حوار مع وكالة “سبوتنيك” إن موسكو لا تشكك في أن وجود القوات التركية في سوريا “له طبيعة مؤقتة”.
وأضاف أن “أحد أهداف عملية التفاوض النهائية لتطبيع العلاقات السورية التركية، ويجب أن تكون استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين”.
المساعي بشان التطبيع بين دمشق وأنقرة مستمر وموسكو لا تنكفأ عن مواصلة دعم كل الجهود للوصول إلى التطبيع؛ في الطرف الآخر الدول العربية ها هي الواحدة تلوى الأخرى تفتح أبوابها لاحتضان دمشق، فهل ستشهد سوريا وبعد أكثر من عقد من الزمن من القطيعة، مرحلة جديدة.