نورث برس
أفادت مصادر محلية من داخل مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا بغياب الأجواء الاحتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية بشكل تام عن المدينة، فقبل حلول رأس السنة الميلادية، خاطب أئمة المهجرين في عفرين على منابر الجوامع والمساجد بتحريم الاحتفال بعيد رأس السنة الذي دأب أهالي المدينة على الاحتفال به طيلة السنوات الماضية.
يقول "أبو خليل" الشاب الثلاثيني إنه اعتاد في مثل هذه المناسبات جلب الحلويات والمشروبات الروحية والمكسّرات إلى المنزل والاحتفال مع عائلته, وأردف أنه قصد محلاً للمواد الغذائية يديره أحد أبناء المهجرين المنحدرين من الغوطة في الحي الذي يقطنه محاولاً شراء "مشروب طاقة" عوضاً عن المشروبات الروحية التي كان يحتسيها ليلة رأس السنة.
وأضاف بأنه تفاجأ بعدم توفره في ذلك المحل، وعندما استفسر عن السبب رد عليه صاحب المحل بأن "مشروب الطاقة حرام", وأثار أمر المشروبات الغازية بداعي أنها صناعة أمريكية وهي "عدوة المسلمين" دهشة الشاب الكُردي.
وكانت فصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا بعد سيطرتها على المدينة, عمدت إلى تدمير كافة المحال الخاصة ببيع المشروبات الروحية كونها تنحدر من خلفيات دينية متشددة، كما أنها تمنع حاليا افتتاح أي محالٍ تجارية في هذا المجال.
وتضيف المصادر المحلية أن مسلّحي تلك الفصائل تقوم باحتكار وتهريب المشروبات الروحية وبيعها سراً بأسعار خيالية، "إذا يبيعون اللتر الواحد من العرق أو الويسكي بمبلغ /12/ ألف ليرة سورية، رغم أن سعرها في باقي المناطق لا تتجاوز الألف ليرة".
ومما لفت الانتباه في صبيحة الأوّل من كانون الثاني/يناير 2020، هو انتشار الزجاج المكسور في شوارع وأزقة مدينة عفرين، حيث عمد الأهالي إلى كسر الأواني الزجاجية عبر رميها من النوافذ والشرفات في تقليدٍ سنوي منهم أملاً في تحقق أمنياتهم بالعام الجديد.
تقول الشابة الكُردية هيوا من أبناء عفرين إن هذه المناسبة مرّت عليها كما مرّ عليها عيد "النوروز" الفائت واعترتها الحسرة والحزن على ما آل إليه الأمر في المدينة بعد وقوعها تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا.
تضيف هيوا: "ألقيتُ صحناً زجاجياً من النافذة المطلة على شارع راجو وتمنيت أن يكون العام الجديد خالياً من أشباه البشر (المسلحين) الذين يتحكمون بمصائر الأهالي ودنسوا أرضها." حسب تعبيرها.
وأشارت إلى تقلص لافت في وجود عدد مسلحي فصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا بشوارع عفرين وخاصةً بعد أن زجّت بهم تركيا في عمليتها العسكرية في شرق الفرات وكذلك إرسالهم إلى ليبيا مؤخراً.
كما أن انتشار مسلحي فصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا في مدينة عفرين ذوي الخلفية الدينية المتشددة ألقى بظلاله على الحياة الاجتماعية لأهالي المدينة، ما دفعهم إلى التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد التي كانوا يمارسونها خلال الأعياد والمناسبات سابقاً قبل السيطرة على المدينة.