منظمات محلية سريانية تواصل نشاطها الإنساني لسد غياب الجهات الإغاثية الدولية
القامشلي – ريم شمعون / شربل حنو – نورث برس
يتواصل عمل المنظمات الإنسانية المحلية، في محاولة لسد النقص الناجم عن غياب المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، والنأي بنفسها عن الواجب الإغاثي، بخاصة بعد خروجها من مناطق شمال شرقي سوريا عند بدء الهجوم من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2019.
ومن هذه المنظمات، منظمة (الصليب السرياني)، التي تعمل في الجانب الإغاثي، وتأسست عام 2013 في مدينة المالكية / ديريك، فيما تعمل على تغطية مدن القامشلي والحسكة والقحطانية وتل تمر، والتي نفذت فيها العديد من المشاريع التنموية والإغاثية منذ بداية تأسيسها.
وقال مالك حنا، مسؤول منظمة "الصليب السرياني" لـ"نورث برس" إنه بعد العدوان التركي على مناطق الشمال السوري، كان للصليب السرياني دور كبير بمساعدة النازحين من أهالي مدن رأس العين وتل أبيض، وتقديم المساعدة لهم، بالتعاون مع مركز "مار أسيا" وبطريركية الروم في الحسكة.
وأضاف بأنه نتيجة العدوان التركي نزحت ما يقارب /100/ عائلة من شعبنا المسيحي من مدينتي رأس العين والدرباسية إلى مدينتي الحسكة وتل تمر، و/70/ عائلة من القرى الحدودية إلى بلدة القحطانية / تربه سبي، و/25/ عائلة من قرى ديريك، نزحوا إلى المدينة، وجرى تقديم أكثر من /1000/ سلة غذائية في الفترة الأولى من العدوان التركي.
وتابع حنا حديثه لـ"نورث برس" بأنه في بداية تأسيس المنظمة لم يقتصر العمل على داخل منطقة الجزيرة، بل كانوا يعملون مع شركاء بمدينة حمص أيضاً، إلا أن انقطاع الطرق عزل الجزيرة السورية، عن الداخل السوري، ما تسبب بتوقف التعاون.
وأردف حنا قائلاً: "منظَّمة (الصليب السرياني) لا تخص المكون السرياني فقط، بل تعمل على استهداف حاجيات كل شخص فقير ومحتاج، مهما كان دينه و مذهبه".
وأوضح أنه منذ العام 2013 جرى تقديم العديد من المساعدات الإغاثية لمناطق اليعربية / تل كوجر، ونازحي تل حميس، أثناء اشتداد المعارك في المنطقة آنذاك، بالإضافة لتقديم المساعدة للاجئين الإيزيديين في مخيم "نوروز".
وأضاف أنه مع بداية سنة 2015 شهدت منطقة الجزيرة نوعاً من الاستقرار، وبدأت منظمة "الصليب السرياني" بالمشاريع التنموية الصغيرة سواء كانت مع شركاء في أوروبا أو شركاء في منطقة الجزيرة.
ودعمت المنظمة الروضات التعليمية بالتعاون مع الاتحاد النسائي السرياني، كما نفذت مشروعاً لدعم المسنين، مع افتتاح فرن خاص بالنساء في مدينة الحسكة، وتقديم الرعاية الطبية وتأمين الأدوية المفقودة في المنطقة للمرضى.
كذلك تحدث عن إنشاء المنظمة لملعب معشّب للشبيبة في الحسكة بالتعاون مع البلدية، مؤكداً في ختام حديثه لـ"نورث برس"، أنه كان "للصليب السرياني" الدور الرئيسي "بعودة جثمان الشهيد آثرو حسكة، الذي كان احتجز من قبل الفصائل التابعة لتركيا، حيث جرى إعادته لأهله ورفاقه ليقوموا بمراسم الدفن".