بعد الزلزال.. 21 شخصاً ضحايا للانتهاكات التركية في سوريا

القامشلي ـ نورث برس

لم تردع الظروف الكارثية التي خلفها الزلزال على تركيا وسوريا, الانتهاكات التي ترتكبها تركيا منذ أكثر من خمس سنوات بحق سكان الشمال السوري بحجة محاربة الإرهاب, والتي بدأت منذ اجتياحها لمنطقة عفرين عام 2018 وسري كانيه وتل أبيض 2019, وتسببت بالتهجير القسري لأكثر من 700 ألف شخص من المناطق الثلاث, وبدأت بفرض سيطرتها وإنشاء قواعد لها, ومنذ ذاك الحين لم تتوقف الانتهاكات التركية بحق المدنيين وقصفها للأعيان المدنية والبنى التحتية, وتسببت بمقتل مئات الأشخاص  بينهم نساء وأطفال وتدمير مئات المنازل وعشرات المنشآت الحيوية.

الانتهاكات التركية بعد الزلزال

ضرب زلزال مدمر  في 6شباط/فبراير تركيا وسوريا بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر وراح ضحيته أكثر من 50 ألف شخص, كما أعلنت العديد من المدن في البلدين كمناطق منكوبة, ودعت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات إليها, إلا أن تركيا لم تلتزم بالدعوة الأممية ولم تتوقف عن قصفها للشمال السوري.

وبحسب ما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس, استهدفت تركيا 10 مواقع في شمال شرقي سوريا بـ 14 ضربة 3 منها مسيرات, والمناطق المستهدفة هي ريف عين عيسى وكوباني وتل رفعت والقامشلي, وتسببت الهجمات بفقدان 4 أشخاص حياتهم مدنيان اثنان والآخرين من عناصر قوات سوريا الديمقراطية وإصابة آخر.

وفي الوقت الذي كانت فيه تركيا تستهدف مواقع في المناطق المتضررة من الزلزال، كان سكان تلك المناطق يفترشون الشوارع فارين من منازلهم خوفاً من انهيارها, إلا أن الحكومة التركية والتي على علم بالوضع العام في سوريا, لم تراعِ الوضع الإنساني وتواجد آلاف السوريين خارج منازلهم بسبب الزلزال.

بل واصلت الاعتداء على حقوقهم وتسببت ببث الرعب والخوف بينهم, واستهداف الأعيان المدنية وفي الأحوال العادية يحظره القانون الدولي الإنساني, وتحظره المادة 147 من اتفاقية جنيف عام 1949، كما جرمتها المادة 25 من لائحة لاهاي لعام 1907, إلا أن استهدافها في ظل الظروف كارثية الناجمة عن الزلزال قد يكون أيضاً انتهاكاً للمعاير الدولية لحقوق الإنسان.

ولم تكتف تركيا بالقصف العشوائي وغير المشروع على شمال شرقي سوريا, بل اعتدت على طالبي اللجوء السوريين, ورصد القسم مقتل 4 أشخاص وإصابة 11 آخرين بينهم سيدة, حيث اعتدى عناصر حرس الحدود التركي “الجندرما” عليهم بالضرب أثناء محاولتهم عبور الحدود التركية بطريقة غير شرعية.

كما أصيب طفل أمام منزله في كوباني، وتعد الأفعال التي ترتكب بحق  طالب اللجوء على الحدود السورية التركية, انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان, اللذان يحظران رفض طالبي اللجوء على الحدود أو تعريضهم لخطر الاضطهاد والتعذيب وتهديد الحياة والحرية, وتركيا ملزمة بهذه القوانين, كما أنه يحظر عليها تعريض أي شخص لمعاملة لا إنسانية أو مهينة.

وعلى ضوء ما سبق، قالت جانين أولمانسيك، الخبيرة الأوروبية في منظمة العفو الدولية بألمانيا, “يجب تذكير الحكومات بواجب الامتثال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان حتى في أوقات الأزمات”, وهذا ما لم تلتزم به تركيا واستمرت بأفعالها العدائية وانتهاكاتها لحقوق السوريين.