إقبال واسع على ألبسة “البالة” بمدينة الحسكة في ظل هبوط الليرة السورية أمام الدولار

الحسكة-  جيندار عبدالقادر / دلسوز يوسف – نورث برس

مع حلول فصل الشتاء وارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة، باتت أسواق الألبسة الأوربية المستعملة، أو كما تسمى محلياً بـ "البالة" منتشرة بكثافة في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الأهالي، جراء هبوط الكبير لقيمة الليرة السورية أمام الدولار.

داخل أحد المحلات للألبسة والأدوات المنزلية المستعملة، يتفحص الشاب خالد إلياس المعاطف الشتوية، تمهيداً لشرائها، نظراً لسعرها الذي يتناسب مع دخله المحدود، شأنه شأن الآلاف من سكان منطقة الحسكة، والتي من الصعب على رب الأسرة شراء الملابس باهظة الثمن.

خالد والذي يعمل موظفاً، يقول لـ"نورث برس إن "المعاطف الجاهزة الجديدة في المحلات، تباع بسعر لا يقل عن /15/ ألف ليرة سورية (16 دولار أمريكي)، بينما ضمن البالة يباع أفضل معطف بسعر /1500/ ليرة (دولارين)".

ويوضح الشاب بأن دخله المحدود يدفعه لارتياد محلات ألبسة البالة لشرائها، واصفاً إياها بـ "النعمة".

بينما يشير ياسر العزاوي وهو من سكان حي المفتي بمدينة الحسكة، بأنه يرتاد بشكل دوري محلات البالة للشراء "مع حلول مناسبات الأعياد أو الشتاء أو بدء الموسم الدراسي، نظراً لما لها كسر للأسعار مقارنة مع السوق"، منوهاً إلى جودتها الجيدة، خصوصاً لذوي الدخل المحدود، على حد تعبيره.

ويوضح العزاوي بأنه يعمل عاملاً زهاء /2000/ ليرة سورية يومياً (نحو دولارين ونصف)، الأمر الذي يدفعه لشراء الألبسة الأوربية المستعملة.

وشهدت أسعار ألبسة البالة في الفترة الأخيرة ارتفاعاً، جراء تدهور قيمة العملة السورية، إلا أن ذلك لم يؤثر على حركة البيع، بحسب ما أكده أحد تجار الألبسة المستعملة بالحسكة، ماهر محمد لـ "نورث برس".

ويقول محمد الذي يملك محلاً في حي المفتي بالحسكة ويعمل منذ /6/ سنوات في تجارة الألبسة الأوربية المستعملة، بأن الألبسة التي تأتيهم لها مصدران وهي هولندا وبلجيكا.

ويبيّن محمد أن "الرّواج الذي تلقاه هذه البضاعة نتيجة رخص أسعارها مقارنة مع الألبسة الجديدة في الأسواق، كما أن جودتها أفضل نسبياً من الألبسة الجاهزة"، على حد قوله.

ويضيف "في الشتاء يكون الإقبال أكثر من الصيف، كونه في الشتاء يتطلب اللباس عدة أصناف من المعاطف والبلوزات".

ويشدد محمد بأنهم "يعانون من ارتفاع أسعار الدولار مؤخراً كون البضاعة تأتيهم من الخارج ويشترونها بالدولار، مضيفاً " قبل ثلاثة أشهر كنا نبيع الكنزة بـ /500/ ليرة، لكن مع ارتفاع الدولار ارتفع معها سعر القطعة، قرابة /200 – 300/ ليرة، للتوازي بين سعر الجملة والمفرق".

وتعتبر مدينة الحسكة مركزاً تجارياً هاماً ومزدهراً، كونها من أكبر المدن في الشمال الشرقي لسوريا، إضافة لاحتوائها عشرات الآلاف من النازحين خاصة القادمين مؤخراً من مدينة سري كانيه / رأس العين الحدودية، جراء هجمات الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة التابعة له.