مجاراة وتحالفات.. كبير دبلوماسيي الصين إلى موسكو بعد يوم من تواجد بايدن في كييف

دمشق – نورث برس

تستعد موسكو لاستقبال كبير دبلوماسيي الصين، البلد الذي لطالما تعتبره الغرب خصماً شرساً لها، في خضم تجاذبات سياسية دولية بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى للحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وبينما وصل الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارة تاريخية ومفاجئة إلى أوكرانيا للقاء نظيره فولوديمير زيلينسكي يوم أمس الاثنين، كان كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي يسافر في الاتجاه المعاكس، في طريقه إلى روسيا.

ومن المقرر أن يصل وانغ يي الذي تمت ترقيته إلى منصب كبير مستشاري السياسة الخارجية للزعيم الصيني شي جين بينغ الشهر الفائت، إلى موسكو اليوم في المحطة الأخيرة من جولته الأوروبية التي استمرت ثمانية أيام.

 وفي رحلته الأوربية، سلط المسؤول الصيني الضوء على محاولة الصين لتحقيق التوازن الدبلوماسي مع حلول الذكرى الثانية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ولم يعلن الجانب الصيني عن البرنامج التفصيلي للجولة إلى روسيا. فيما “لا يستبعد” المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن يعقد وانغ يي اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي حال حصل ذلك بالفعل، فإن لقاء وانغ وبوتين ستكون بمثابة مجاراة قوية مع رحلة بايدن إلى كييف ولقائه بنظيره الأوكراني وسط صفارات الإنذار من الغارات الجوية.

وكان وانغ يي قد سافر خلال الأيام القليلة الفائت إلى فرنسا وإيطاليا وألمانيا، حيث تحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن، وأجرى محادثات في المجر ثم توجه إلى موسكو.

وتعتزم الصين اقتراح خطة حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وقال مسؤولون أوروبيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لوكالة بلومبرغ، إن الخطة قد تشمل دعوة لوقف إطلاق النار وتعليق إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وناقش المسؤول الصيني الموضوع الأوكراني في جميع العواصم التي زارها خلال الجولة.

ورغم أن الصين لم تعلن موقفها الداعم لروسيا، لكنها في الوقت نفسه لم تشجب الهجوم على أوكرانيا،  بل وفي غضون الحرب زداد أهمية الصين بالنسبة لروسيا من حيث التبادل التجاري وإجراء التدريبات العسكرية المشتركة.

وبينما تعيد الولايات المتحدة وحلفاؤها تأكيد دعمهم لأوكرانيا وزيادة المساعدات العسكرية، فإن شراكة بكين المتعمقة مع موسكو قد أثارت الإنذارات في العواصم الغربية.

ورحلة الدبلوماسي الصيني إلى موسكو والرئيس الأميركي إلى كييف تتزامنان مع الذكرى السنوية الأولى للحرب.

وفي الآونة الأخيرة، تستمر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بالتدهور بسبب تداعيات منطاد تجسس صيني مشتبه به دخل المجال الجوي الأميركي، في حين تبدو الصين وروسيا قريبتان أكثر من أي وقت مضى، منذ أن أعلن زعماؤهما عن صداقة “بلا حدود” قبل عام.

ويرى محللون أن تلك الصداقة مبنية على عداء جزئي مشترك ضد الولايات المتحدة الأميركية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير