مسلمون ومسيحيون يتشاركون احتفالات الميلاد الكنسية ورجل دين يؤكد “أجراس الكنائس أقوى من الحقد والكراهية”

تل تمر- دلسوز يوسف – نورث برس

أحتفل المئات من أبناء المكون الآشوري بعيد ميلاد السيد المسيح في الكنيسة القديسة ببلدة تل تمر في شمال شرقي سوريا، رغم القلق على مصيرهم في ظل تمركز الفصائل الموالية لتركيا على تخوم قراهم.

وتوجه صباح اليوم الأربعاء، المئات من الآشوريين القاطنين على ضفاف نهر الخابور إلى الكنيسة القديسة بمدينة تل تمر غرب محافظة الحسكة، لأداء الطقوس الدينية الخاصة بميلاد المسيح.

وشهد العام الحالي غياب بهجة العيد كما المعتاد خلال السنوات المنصرمة، حيث خلت الشوارع من ازدحام المارة والزينة سوى إنارة البيوت وتزيين شجرة الميلاد، واقتصرت على أداء الشعائر الدينية وتبادل الزيارات، إلا أن ذلك لم يمنع مظاهر الآلفة بين الآشوريين.

كما شارك العشرات من المسلمين إلى جانب الآشوريين التواجد في الكنيسة وتقديم التبريكات بحلول عيد الميلاد، ليشكر راعي كنيسة القديسة الآب باغوس إيشايا من منبر الكنيسة كل من شارك في الاحتفالات.

 يقول راعي كنيسة القديسة الآب باغوس إيشايا لـ "نورث برس": "ما نراه من تبادل للأفراح بين المسيحين والمسلمين هو العيد بحد ذاته، وفي الاعياد تتصافى القلوب وينشر السلام في كل مكان الذي منحنا إياه يسوع المسيح".

راعي الكنيسة يتحاشى الحديث حول التطورات في المنطقة، والقلق على مصير الآشوريون نظراً لما تمر به المنطقة من توترات عسكرية بسبب سيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها على معظم أراضي المنطقة والتمركز على تخوم القرى الآشورية المسيحية، إلا أنه يقول "أجراس الكنائس أقوى من الحقد والكراهية".

وتخشى العوائل الآشورية القليلة المتبقية في حوض الخابور بريف الحسكة الغربي، على مصيرها رغم الهدوء الذي يسود المنطقة نسبياً، بعد تعليق الهجمات في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي باتفاق بين روسيا وتركيا التي نصت على تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود.

وتقول السيدة أتور أسحق، بأن الهجمات الأخيرة لن تثنيهم من ممارسة طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم، مشيرة برغم تراجع احتفالات العيد كما السابق إلا أنهم قاموا بمعايدة بعضهم البعض في الكنائس وتبادل الزيارات.

وتضيف "احتفالنا بالعيد رسالة لنشر السلام وأن يكون الايام القادمة مليئة بالمحبة والسلام".