تعلمها في بيروت ونقلها للقامشلي.. شاب يمتهن صناعة القهوة
القامشلي – نورث برس
“وقت تشرب القهوة لازم تمك يشرب، وعيونك تشرب” بهذه الجمل وبلهجته المحلية، بدأ الشاب عثمان عثمان (30 عاماً) حديثه عن مهنته في إعداد صنوف القهوة في محله الصغير الذي يتوسط مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.
“عثمان” رغم أن مدة افتتاحه للمحل لم تتعدَّ الشهرين، استطاع جذب عددٍ كبير من الزبائن، للذة ما يقدمه من أنواع القهوة.
فالشاب يمارس مهنته لأنه يحبها وليس لأجل تحصيل المال.
الشاب الثلاثيني كان يعمل في لبنان منذ العام 2001؛ مارس عدة مهن ليكون آخرها إعداد القهوة “الإسبريسو”, حيث يمتهنها منذ 8 سنوات.
بعد تأزم الأوضاع في لبنان من الناحية الاقتصادية والأمنية، ولأن “مصلحته” تحتاج إلى الكهرباء والغاز، “قررت العودة لمدينتي وافتتاح مشروعي الخاص هنا”.
طريقة تقديم القهوة تحتاج لـ”لباقة”, يقول عثمان بلهجته المحلية: “نص الفنجان حكي, تقديم القهوة للزبائن مع ابتسامة وكلمة حلوة تشجع الزبون للتذوق والاستمتاع أكثر بالنكهة”.
يجلب الشاب مادة البن من لبنان, وهذا ما يعتبره أحد “مميزات” القهوة التي يقدمها للزبائن، فهو الوحيد الذي يقدم قهوة لبنانية وبطريقتها الصحيحة”.
ويقول “عثمان” إنه عندما لن يتمكن من تأمين البن من لبنان “سأقوم بإغلاق محلي” , مشيراً إلى أن “السكان هنا تعودوا على النكهة وفي حال قمت باستبدالها بأخرى لن يكون هناك إقبال كما الحال الآن”.

ولم يتمكن من إخفاء قلقه مما أتى على ذكره، خاصة وأن عملية الشحن تتأخر، “وهذا الأمر يقلقني جداً”, فلا حلول أمامه سوى الانتظار؛ حتى أنه لا يستطيع تخزين المادة لما للرطوبة من تأثير عليها.
ولحظة وصولك إلى محل القهوة فأول ما يثير انتباهك هو اسم المحل “دكتور كافيه”، الذي أثار انتقادات من قبل شريحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أنه ورغم ذلك يتمسك “عثمان”، بقناعته أن استخدامه لمصطلح “دكتور” يدل على مدى التخصص في إعداد القهوة، ولا يرى فيها تعدياً على مهنة أحد.
ويقول: “القهوة لها مقادير ومعاير خاصة بها, ويجب اتباعها بدقة للحصول على الجودة المطلوبة”.
يخطط “عثمان” لافتتاح أفرع له ضمن المدينة, لكن المشروع بحاجة لأشخاص ذوو خبرة جيدة في إعداد وتحضير القهوة وتقديمها, بالإضافة إلى أن المشروع مكلف جداً من الناحية المادية.
ويعتقد أن هذه المهنة هي الوحيدة التي لا يمكن أن ينوب فيها أحد عن صاحب “المصلحة” على حد قوله.