القامشلي – نورث برس
يعرف العمل الفنّي للفنان التشكيلي السوري سبهان آدم بتلك الخصوصية الجلية واللافتة في تناول العالم المحيط وتحديداً تناوله لكائنات، مخلوقات مختلقة، من البشر وغير البشر؛ ثمّة كوميديا حميمة بين جنبات أعماله تلك المشحونة بألم شفيف قادم من منطقة نائية في الروح.
سبهان آدم المولود سنة 1972، في مدينة الحسكة شمالي سوريا، أقام معرضه الفردي الأول في مسقط رأسه سنة 1989، وكان حينها في السابعة عشر من عمره، غير أنه يعتبر المعرض الذي أقامه في المركز الثقافي الألماني “غوته” بدمشق عام 1995 هو معرضه الأول. ذلك المعرض وضعه في مواجهة الوسط الفني الذي رفض الاعتراف به ونبذه.
كائنات مشوّهة
ميزتان رئيستان لمعظم أعمال سبهان آدم، ضخامة تلك الأعمال والتي تعرف بالجداريات وغزارة نتاجه، جنباً إلى جنب مع تفرده في رسم كائنات بشريّة خيالية تقارب في هيئتها البشر وتفترق عنها في الآن معا، سيما أنه يعيد تشويهها ومسخها “وكأنه في لحظة استعادة الى عصور الإنسان الأول والكهوف”، فهو “لا يصور ما يراه بل ما يتخيله في الأشياء التي يراها، كأن الوجه في رؤيته طين ممزوج بدمين: واحد إنسي وآخر وحشي”، على حد تعبير الشاعر السوري أدونيس.
يقول آدم في حوار سابق معه: “الكائنات التي أرسمها ربما تسبب للآخر المتعة، أما أنا فأتألم كلما شاهدتُها. كائناتي في الرسم ولدت واستغرقت سنوات طويلة حتى اكتملت، هي اليوم أشبه بالتركيب الضوئي. كائنات كانت مقطّعة الأوصال، ومشوّهة خُلقياً، وهذا التشويه هو ما أعتبره أقرب إلى الجمال الأفلاطوني، الجمال الذي تمت إعادة تركيب اللحم والعظم له، وإنشاء كائن خاص له احتياجاته الخاصة”.
أعماله في متاحف عالمية
شارك آدم في العديد من المعارض الجماعية في بلدان أوروبية وعربية، كما أقام عشرات المعارض الفردية في دمشق وبيروت وجنيف والقاهرة وتونس ومدريد وبروكسل وروما ولندن ونيويورك وباريس وبومباي وعمّان ودبي، وتناول تجربته كتّاب ونقاد كُثر، عدا عن اقتناء متاحف عالمية لكثيرٍ من أعماله، كالمتحف البريطاني ومجموعة جالانبو الفنية ومؤسسة بارجيل للفنون.
وكان قد قدم للمكتبة الفنية كتاباً هاماً يحتشد بلوحاته الفنية التي طالما جالت العديد من المعارض العالمية.