ترميم متحف الرقة مع مشاركة تطوعية من عمال المدينة .. “نعتز بإعادة رموزنا التاريخية”
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
نال الإرث الثقافي لمدينة الرقة كحال سكانها وعمرانها, نصيبه من النهب والتخريب خلال الأزمة السورية ، فما إن خرجت المدينة عن سيطرة القوات الحكومية حتى بدأت الفصائل المسلّحة بنهب القطع الأثرية وتهريبها خارج البلاد، كما تعرض المتحف لبعض الضربات خلال المعارك ضدّ تنظيم "الدولة", الأمر الذي أدى إلى تصدعات في بنيانه.
وبعد دخول قوات سوريا الديمقراطية وتأسيس مجلس الرقة المدني عام 2017, أولى الأخير الإرث الثقافي للمدينة أهمية قصوى من خلال ترميم المواقع الأثرية والحفاظ عليها، كان آخرها ترميم المتحف واسترجاع العديد من القطع الأثرية التي تم إيجادها في مواقع مختلفة.
وعن عمليات الترميم تحدّث ياسر المحرب رئيس مكتب الآثار لـ "نورث برس": "نعمل بالتنسيق مع منظمة رؤيا على ترميم متحف الرقة الأثري الذي كان يضم في ثناياه ما يقارب /6000/ قطعة أثرية نُهبت بعد خروج المدينة عن سيطرة القوات الحكومية".
وأضاف المحرب، "يتم الترميم على عدة مراحل بدءاً بالمرحلة الخارجية والتي تستهدف الطوب التالف واستبداله والترميم الداخلي الذي يضم المنجور الخشبي والدهان والكهرباء بالإضافة إلى ترميم حديقة المتحف".
وبين المحرب الغاية من ترميم المتحف بقوله: "عملنا على ترميم المتحف لعرض القطع الأثرية التي تم إنقاذها من تحت الركام".
ونوه أيضاً أن مكتب الآثار قد استعاد اكثر من /500/ قطعة أثرية متنوعة بين فخاريات وقطع حجرية وعملات برونزية تعود الى عصور قديمة.
وكانت منظمة رؤيا قد اطلقت مشروع الترميم بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر حيث بين المدير التنفيذي للمشروع في منظمة رؤيا, عزّة الموح, أن المنظمة تعمل على تركيب /30/ نافذة وأربعة أبواب خشبية، بالإضافة الى تفصيل طاولات خشبية لعرض القطع الأثرية، إضافة لعمليات ترميم الجدران الداخلية والخارجية.
وبيّن الموح كذلك أن المنظمة قد توجّهت إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية بعد توجّه معظم المنظمات الأخرى العاملة في المدينة الى الشأن الصحي والتعليمي.
وتعمل في ترميم المتحف عدة ورش في مجال النجارة واعادة البناء والاكساء بأجور رمزية في خطوةٍ لإعادة هذا المَعْلَم الى سابق عهده، حيث بيّن أبو صالح وهو نجار موبيليا لـ "نورث برس"، "نعمل بأسعار رمزية أنا وجميع العمال في المتحف لإعادة هذا الرمز التاريخي الى سابق عهده".
من جهته أوضح أحمد حسن موسى وهو عامل في مجال البناء, أنه ساهم في ترميم معظم المواقع الأثرية في المدينة حيث قال: "إنني اعتز بعملي لأني أساهم في إعادة الإرث الثقافي للمدينة التي نفتخر بها".
وتعد مدينة الرقة من أقدم المدن تاريخياً، والتي اُكتشف فيها عشرات المواقع الأثرية التي تعود الى حقبٍ متعددةٍ كان آخرها مدينة مريبط، والتي يعود تاريخها الى الألف الخامس قبل الميلاد.
وأغنى تاريخ مدينة الرقة متحفها الأثري بمئات اللوحات والتحف الفنية التي تعود الى عصور متنوعة لتشهد بذلك على حضارة هذه المدينة العريقة وتجذُّرها التاريخي .