عائلات يكتنفها الخوف في ظل العيش على خط النار في تل تمر

تل تمر – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – نورث برس

يعيش أهالي بلدة أبو راسين/ زركان, شمالي تل تمر, في ظل مخاوف من المصير المجهول الذي ينتظرهم, فالقذائف التي بات صوتها مألوفاً لديهم, والتي سقطت على قرى البلدة سابقاً لم تستهدف أمكنة بعينها, بل سقطت بعشوائية مهددة إياهم بالموت.

تروي فاطمة من سكان بلدة أبو رأسين، معاناتها حول صعوبة الحياة ضمن بلدتها التي كان الهدوء يسودها قبل وصول فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا على تخومها, والتي تسببت في نزوحها لأسابيع برفقة زوجها الضرير بعد هجرة أولادها إلى الخارج، وتقول "الحياة باتت صعبة، خائفين، بانتظار فرج من الله".

وعلى طول الطريق الواصل بين مدينة تل تمر وبلدة أبو رأسين، تواظب قوات حرس الحدود التابعة للحكومة السورية "الهجانة" تحصين مواقعها بسواتر ترابية بعد انتشارها في المنطقة باتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية برعاية روسية.

فاطمة حمي (62 عاماً)، تعيش برفقة زوجها الضرير وأحد أبناءها بعد هجرة ثلاثة منهم إلى الخارج، تروي تفاصيل الحياة ضمن البلدة الصغيرة, قائلة: "خلال النهار الاوضاع هادئة لكن في المساء نسمع أصوات قوية، الحمد لله كل شيء على ما يرام لحد الآن".

مع بدء الاشتباكات نزحت فاطمة برفقة زوجها إلى الحسكة ومن ثم تنقلت في العديد من القرى لدى أقربائها إلى أن عادت إلى بيتها مع هدوء الاوضاع قليلاً، وتضيف "رغم قربنا من خط الجبهة إلا أننا نفضل البقاء على النزوح خاصة مع حلول الشتاء."

وتشير فاطمة بأن فصائل المعارضة المسلحة قامت بسرقة جميع محتويات منزل أبنتها المتزوجة في قرية العريشة بريف البلدة، "حتى النوافذ والابواب لم تسلم من النهب"، حسب قولها، مبينة بأنها لم يعد بمقدورها الذهاب إلى حقلهم في القرية بسبب سيطرة الفصائل عليها، "قاموا بسرقة آلياتنا الزراعية وجميع محتويات بيتنا الريفي".

وتسببت الهجمات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها بنزوح سكان البلدة التي كان يقطنها قرابة /10/ آلاف شخص، ليتبقى بضعة مئات من المدنيين, وهو الأمر الملاحظ عند الدخول إلى البلدة, إذ أن معظم المحلات التجارية مغلقة.

ويتحدث أحمد جمعة (61 عاماً)، والذي يملك محل بقالة على الطريق العام، متفائلاً بالأمان النسبي الذي يخيم على البلدة بالقول "الاوضاع جيدة حالياً، أنما الخوف لا يزال قائماً بسبب قصف المرتزقة للمناطق الآهلة بالسكان بين الفينة والاخرى، وهو ما يبعث بالارتياح لدى السكان النازحين للعودة مجدداً".

بينما يقول أحمد الصالح الذي نزح كما الاخرين بسبب وصول الاشتباكات إلى تخوم البلدة، وعاد مجدداً بسبب الظروف الصعبة في المدارس التي تحولت لمراكز إيواء لهم في الحسكة: "يسمون أنفسهم بالجيش الحر ويقومون بقصف مناطق الآهلة بالسكان، يحاولون تهجير سكان المنطقة من أرضهم يحاولون أثارة الرعب والخوف".

وتابع "يدّعون بأنهم جاؤوا باسم الدين لكنهم مخربون ولا يمتون للإسلام بصلة".

ويتخوف سكان بلدة أبو رأسين من استئناف المعارك مجدداً والتحاق بلدتهم بالمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من أنقرة كما حصل في سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض, وخاصة أن خط الجبهة لا يبعد عن مركز البلدة مسافة /4/ كم غرباً.
حيث يقول محمد خضر مختار الحي الشرقي للبلدة، بأن "القصف لا يزال مستمراً، هؤلاء المرتزقة يدعون بإنشاء المنطقة الآمنة لكن كلها أكاذيب فتحولت المنطقة بعد مجيئهم إلى خراب وتهجير"، مبيناً أن الخوف هو السبب الرئيسي في نزوح السكان وعدم عودتهم.