فنانون سوريّون.. كيف تفاعلوا مع الزلزال؟

القامشلي- نورث برس

أبدى العديد من الفنانين السوريين ومنذ اللحظات الأولى من كارثة الزلزال الأخير، تعاطفهم مع الضحايا في كل من تركيا وسوريا، سيما الفنانين التشكيليين منهم، الذي رصدوا ريع أعمالهم الفنية للمتضررين، وذلك عبر معرفاتهم الشخصية في منصّات التواصل الاجتماعي أو من خلال مشاركتهم في معارض “خيرية” أقيمت بالتزامن مع الحدث.

وكتبت الفنانة السورية كندة علوش، تغريدة على تويتر، قالت فيها: “صحينا على أخبار الزلزال.. أخبار محزنة وصور مؤلمة يااارب يحمي أهلي بسوريا ولبنان ومصر والناس إللي بتركيا وأي بلد تضرر من الزلزال ياااارب.. الأضرار ما تكون كبيرة ويلحقوا الناس إللي محتاجة نجدة أو إسعاف أو مساعدة.. والله الناس مو ناقصها.. لطفك يااارب”.

فيما نشر الفنان السوري باسم ياخور، على صفحته في الفيسبوك، صوراً تجمعه مع الفنان السوري فادي صبيح، وهم يجمعون المساعدات للمتضررين، حيث كتب في منشوره: “شكراً لكل اللي وقفوا معنا في مبادرتنا المتواضعة شكراً لكل اللي قدموا وبصمت وقالوا نحنا معكم الكارثة كبيرة ولكن سوريا جميلة بناسها وأهلها ومجتمعها الحي الأصيل النبيل سننطلق فجراً ومكملين بإذن الله قلوبنا معكم يا أهلنا”.

نتكاتف من أجل العمل الإنساني

الفنان التشكيلي السوري إبراهيم برغود، قال في حديث خاص لنورث برس، إن الإنسانية ليست دين إنما رتبة يصل لها بعض البشر. وتابع برغود، مشدداً على أن الإنسانية لا تتجزأ وعلينا جميعاً أن نتكاتف من أجل العمل الانساني.

وحول تفاعله مع الحدث قال: “تابعت أحداث الزلزال منذ لحظاته الأولى عبر الشاشة الصغيرة ولكن لم أتوقع حجم الكارثة في البداية حتى أنها بدأت تتكشف خيوط تلك الكارثة شيئا فشيئاً”.

وعن مبادرته في مساعدة المتضررين، قال: “في الحقيقة لم أتفاجئ بعطاء وكرم الفنانين إن كانوا سوريين أو عرب وحتى الأوروبيين لأني خضت تجربة سابقة وكبيرة في هذا المجال مع صديقتي الفنانة الجزائرية ختيمة صادق أمين، بإقامة معرض جماعي في فيينا بالعام ٢٠١٩ وكان ريعه لصالح تعليم أطفال سوريا حيث شارك معنا أكثر من خمسين فناناً من جميع دول العالم تبرعوا بلوحاتهم دعماً للعمل الإنساني وقد تم بيع جزء من اللوحات وبقي جزء آخر سوف نعرضهم يوم السبت القادم ١٨/٢/٢٠٢٣ في نادي الفن لأجل الحرية بفيينا ويكون ريعه لضحايا الزلزال”.

كان يجب أن نكون هناك

بدوره قال الفنان السوري المغترب سهف عبد الرحمن في حديث خاص لنورث برس: “كان يجب أن نكون هناك نحاول رفع الحجارة الثقيلة عن صدورهم ولكن المنفى حال بيننا”.

وأضاف: “إنها محاولة صغيرة لرفع ثقل السماء عمن يبيتون في عراء الإنسانية الواسع”، معبراً عن مشاعره ومشاعر كل سوري مغترب تجاه ما حدث في البلاد جراء كارثة الزلزال الأخير.

معرض “زلزال” في برلين

ويروي الفنان السوري خضر عبد الكريم في حديث خاص لنورث برس، عن تفاعله ومنذ اللحظة الأولى من حدوث الزلزال: “في اللحظة الأولى حينما زلزلت الأرض في وطني كنت مستيقظاً ولم أنم بعد فقد اهتزت روحي مع تلك الزلزلة وخاصة بعد أن جاءت الأخبار تباعاً عن سقوط منازل ووجود ضحايا”.

ويقول “عبد الكريم”: “في البداية كنت أتواصل مع الأصدقاء والأقارب المتواجدين في المناطق الذي ضربها الزلزال فيخبروني بدورهم عن حجم وهول الكارثة فوجدت نفسي أقوم ومن خلال صفحتي بنشر معلومات عن تقديم مساعدات وأيضا نشر أسماء وحسابات المنظمات التي أعلنت أنها سوف تقوم بتقديم المساعدات للمتضررين”.

 وكان قد تبرع الفنان عبد الكريم بمبالغ نقدية لثلاث منظمات لمساعدة المتضررين من الكارثة، ومع ذلك يشعر بالعجز وبأنه لم يقم بواجبه اتجاه أهله السوريين كما يجب.

يقول عبد الكريم: “عندما وجدت الصديق الفنان سهف عبدالرحمن قد نشر أعماله على صفحته لتقديم ريعها للمتضررين وجدتها أنها فكره جيدة وقمت أنا أيضا بذلك وحتى الآن تم اقتناء عمل من أصل ثلاثة أعمال من أعمالي المعروضة”.

وعن معرض (زلزال) الذي يقام في برلين يومي 18 و19 من فبراير/ شباط الجاري، يقول: “اتصل معي الفنان أحمد ياسين يخبرني أنه يقوم بالتواصل مع فنانين في برلين لإقامة معرض تشكيلي وتقديم الريع للمتضررين من الزلزال فيما إذا كنت أوافق على المشاركة”.

يضيف عبد الكريم: “وافقت على الفور واقترحت أن يكون المعرض بعنوان (زلزال)، حيث وافق غالبية المشاركين على التسمية، مع العلم أنهم من جنسيات مختلفة وليسوا سوريين فقط”.

إعداد وتحرير: عماد موسى