اللاذقية – نورث برس
بعد ست سنوات على إغلاقها سينما الكندي في اللاذقية تفتتح أبوابها لعشاق السينما من جديد، بعرضٍ خاصٍ للفيلم الروائي الطويل "دم النخيل"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان اللاذقية الثقافي الثاني الذي انطلق بدار الأسد للثقافة باللاذقية، حيث أعادت المؤسسة العامة للسينما تأهيلها وتزويدها بآلات عرضٍ حديثةٍ توازي أهم الصالات العالمية.
وزير الثقافة محمد الأحمد أوضح في تصريحٍ للصحفيين خلال افتتاح الصالة عن سعادته بعودة الصالة للعمل، وخاصة أنه كان يُعتبر واحداً من روادها، وكان يتابع عبرها كل الأفلام القديمة التي كانت تعرض فيها، فسينما الكندي هي الصالة الوحيدة حالياً في المحافظة ـ وهو أمر مؤسف على حد قوله ـ التي توفر للجمهور مشاهدة الأفلام السينمائية بخصوصيتها وتقنياتها، آملاً عبر افتتاحها بعودة الحياة السينمائية إلى اللاذقية التي كانت تغص بهذه الصالات في وقت سابق، وأن تكون دافعاً نحو افتتاح المزيد من صالات العرض.
مخرج الفيلم نجدت انزور قال إن هذا العرض يأتي ضمن سياق العروض في المحافظات السورية والذي بدء من محافظة دمشق ثم حمص وطرطوس واليوم اللاذقية وبعدها حلب، الفيلم الذي يتحدث عما جرى في تدمر وهجوم تنظيم "داعش" عليها، ومعاناة أهالي تدمر من جرائم هذا التنظيم، ومحاولته سرقة آثارها وطمس معالمها وكيفية انتصار الجيش السوري وتحرير تدمر من تنظيم "داعش". الفيلم الذي شارك فيه فنانون سوريون ومعظمهم من الشباب وتطرق لحياة عالم الآثار خالد الأسعد الذي واجه إرهابيي "داعش" ورفض تسلميهم خرائط الأماكن الأثرية.
وتابع أنزور أن عرض الفيلم اليوم بسينما الكندي بعد انقطاعٍ دام ست سنوات هو "دليل على تعافي سوريا".
من جانبه عوض القدور المختص بالشأن السينمائي في وزارة الثقافة تحدث لـ "نورث برس" عن شيء خاص بالنسبة له عن سينما الكندي وعن ذكرياته مع الشارع الذي تتواجد فيه صالة الكندي فمنذ طفولته كان يأتي إلى الكندي لمتابعة الأفلام، ويقول: "إن فتح هذه الصالة هي رسالة حية عن عراقة وتاريخ سينما الكندي عبر الزمن، فمعظم شباب وأجيال اللاذقية تربوا على أفلام سينما الكندي، افتتاحها اليوم شمعة أُضيئت في شارع السينما في مدينة اللاذقية وهنيئاً لهم عودة السينما إلى مدينة اللاذقية".
السعادة كانت واضحة على وجوه من حضر، فسينما الكندي تعتبر من تراث اللاذقية ومنبر ثقافي هام، حيث يأمل الجميع بأن تعود المنابر الثقافية من مسارح ودور ثقافة وسينما لسابق عهدها، خصوصا مع الحاجة الكبيرة لهذا الأمر بعد سنوات الحرب التي أثرت سلباً على الفكر والتراث والثقافة السورية المتنوعة والملونة كألوان قوس قزح.