السويداء – جبران معروف – نورث برس
لم تكن بيسان صادق، ابنة الخمسة عشر ربيعاً، من بلدة الكفر بريف السويداء، على علمٍ بأن حتفها ينتظرها عصر يوم الأربعاء الفائت، على يد ابن بلدتها وهو ابن العشرين من العمر، لأنها مع عائلتها رفضوا طلب خطبته لها، راغبة بمتابعة دراستها وشغفها في العزف.
وقال أحد أفراد عائلة بيسان، طلب عدم كشف هويته لأسبابٍ خاصة، في حديثٍ مع "نورث برس"، بأنه في "عصر يوم الأربعاء، انتظر الجاني رامي خالد حديفة، خروج والد بيسان إلى عمله وهو مالك محلٍ تجاري في البلدة، الساعة الخامسة والنصف، ليأتي ويطرق باب منزلها في السادسة إلا ربعاً، وما أن تفتح الباب حتى يباغتها بإطلاق النار عليها من مسدسه، ويرمي عليها داخل المنزل قنبلة يدوية، فتسرع الأم لتبعد القنبلة عنه ابنتها، لتنفجر بالقرب من الباب، فتصاب الأم إصابة خطير، ويصاب الشاب بإصابة قاتلة ويسقط ليفارق الحياة أمام المنزل".
وأضاف "بيسان كانت وحيدة والديها، طفلة بقمة النشاط، مجتهدة في دراستها، وعازفة بزق رقيقة، كانت تحمل أحلام كبيرة، كما كانت تفتقد أخويها كثيراً جراء سفرهما خارج البلاد طلبا للرزق".
ولفت إلى أن "الجاني كان معروفاً بسوء السمعة والسلوك، وهو من أصحاب السوابق، سبق أن هدّد بيسان وعائلتها أكثر من مرة، جراء رفضهم القبول بخطبتها له، لكن لم يكن لديهم أي تصور أن يصل به السوء ليرتكب هذه الجريمة البشعة، وهو الذي كان يخطط أن يقتلها ويفر، إلّا أن القدر أرداه قتيلاً بذات اللحظة".
قالت عائلة بيسان عبر كلمتهم، خلال تشيعها، أول أمس الخميس، "لم تكمل بيسان ربيعها الخامس عشر بعد ، كانت في حضن أمها دافئة مطمئنة تحضّر نفسها لمذاكرة اليوم، وتنتظر بشغف درس الموسيقى هذا المساء، كتبوا على جلائها المدرسيّ، بيسان المؤدبة، والمهذبة، والنشيطة".
وأضافوا "بيسان فرحة بيتنا، والوتر الأجمل والأحن في صف الموسيقى، أبداً لم تكن تعلم أن يد الغدر والإجرام والهمجية قريبة إلى هذا الحد، أبداً لم تكن لتصدق أن شوارعنا امتلأت بالسلاح والقنابل وأكياس المخدرات في أيدي القتلى والمجرمين والخارجين عن قواعد هذه البلدة، التي لطالما دأب أهلها على التعاون والمحبة والسعي من أجل العيش الكريم".
يشار إلى أن محافظة السويداء تعاني من وجود فلتان أمني في وقت تمتنع المؤسسات المختصة عن وضع حدٍّ للخارجين عن القانون، من مرتكبي جرائم الخطف والقتل والسلب.