منبج.. إقبالٌ على الخبزِ السياحي في ظل رداءة الخبز العادي
منبج – صدام الحسن – نورث برس
تعاني مدينة منبج كغيرها من المدن السورية في ظل الظروف الحالية من صعوباتٍ كثيرة، منها رداءة الخبزِ العادي، حيث يفتقد للجودة، فهو أسمرُ اللون وسريع التكسّر والتفتّت ومذاقهُ غير مُرضٍ في أغلبِ الأحيان، رغم أن هذه المواصفات قد تختلف من فرنٍ لآخر، لكن يبقى الخبز العادي في المُجمل يفتقد للجودة المطلوبة.
وترجع أسباب ذلك إلى نوعية الطحين المستعمل في الأفران العادية، وكذلك مدى جودة الخميرة المستخدمة، ويبدو في كثيرٍ من الأحيان أن الخبرة الفنية لكوادر الأفران العادية هي السبب الراجح، وهو ما يدّل عليه اختلاف نوعية الخبز من فرنٍ لآخر.
لذلك لم يجد المواطنون في منبج بديلاً سوى التوجّه نحو استهلاك الخبز السياحي الذي يتميز بالنوعية الجيّدة وقابلية الاستهلاك، حيث أن أفران الخبز السياحي تستعمل نوعية جيدة من الطحين والخميرة، وكوادرها الفنية أكثر كفاءة، ما ينعكس إيجاباً على جودة الخبز السياحي.
واستطلعت "نورث برس" آراء مواطنين في المدينة، والتي اتجهت لتفضيل الخبز السياحي نتيجة تردي الخبز العادي، كالمواطن خالد المحمد الذي يفضّل الخبز السياحي على العادي، ويصف الأخير بأنه "يتكسّر عندما يبقى لأكثرَ من يومٍ وغير صالح للأكل"، ويؤكد أن الخبز السياحي أفضل منه بكثير.
في ذات السياق أكّد محمد الأنور أنه يستهلك الخبز السياحي بشكلٍ يومي ويفضّله على العادي كونه رديء النوعية، وأرجع الأنور المشكلة "إلى الطحين المخزّن والذي يُترك لشهورٍ قبل العجن"، وأشار في نهاية حديثه أن المواطن بحاجة الى الخبز الافضل ذو الجودة العالية.
وبدوره أكد وليد العمر أحد أصحاب المطاعم في مدينة منبج أن مواصفات الخبز السياحي جيد وأسعاره مقبولة، حيث يبلغ سعر الربطة الواحدة /200/ ليرة سورية، وأنهم كأصحاب المطاعم يستهلكون السياحي أكثر من العادي.
وفي سياق الحديث عن الأفران السياحية، أكد عمر الزعيم صاحب أحد افران الخبز السياحي أن العمل في الأفران السياحية يسير على ما يرام، في ظل بعض المشكلات التي تواجههم كتأمين الطحين والخميرة، بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، واختتم الزعيم حديثه بأن سعر ربطة الخبز السياحي لايزال على حاله، /200/ ليرة وتسعة أرغفة للربطة الواحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن "نورث برس" لم تتمكن من الحصول على تصريح من أحد مسؤولي الأفران في مدينة منبج للكشف عن الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة، حيث رفضوا التصريح بسبب ما وصفوها بـ"المخاوف الأمنية".
وفي مواجهة هذه المشكلة يبقى المواطن في مدينة منبج بدون حيلة سوى استهلاك الخبز السياحي، والواقع أن لا حلول تلوح في الأفق لمعالجة هذه المشكلة في ظل الظروف التي تمر بها المدينة.