ضاحية جرمانا.. معاناة بأشكال متعددة ولا حلول تلوح في الأفق

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

ضاحية جرمانا المتاخمة للعاصمة دمشق تتكاثف فيها معاناة المواطنين، حيث تقنين الكهرباء يستمر ثلاث ساعات فيما يتم التزويد ثلاث ساعات بشكل متقطع، وباستطاعة مختلفة تارة قوية تصعق الأجهزة الكهربائية، وتعطلها وتارة ضعيفة لا تشغّل تلك الأجهزة، إضافةً لأعطال في الشبكة واستجابة باردة من الطوارئ، وكذلك مشكلة الطرقات غير المعبّدة  وانتشار الكلاب الشاردة الشرسة، وانعدام المياه الصالحة للشرب.

 

وفي استطلاع رأي أجرته "نورث برس" قالت الموظفة خزامى حسن: "المدهش إن البلدية تقوم بتجديد تزفيت الطرقات المزفتة مسبقا وتترك الطرقات الترابية في منطقة كرم صمادي بأوحالها وقمامتها،" وتضيف متهكمة، "من المستحيل أن أفهم هذا الإبداع الذي يقوم به مجلس المدينة".

 

فيما تحدّث أنطون معوض عن مشكلة المياه الصالحة للشرب وقال: "إن هذه المشكلة مزمنة تمتد لعقود طويلة فأنا أسكن هنا منذ أكثر من ثلاثين سنة ولم تكن المياه الصالحة للشرب متوفرة أبداً ونحن نضطر لشرائها بشكل يومي،" وأضاف مستغرباً ومتسائلاً "إن منطقة الدويلعة ملاصقة لجرمانا  والمياه الصالحة للشرب متوفرة فيها، فلماذا لا يتم تزويد جرمانا بها؟".

 

ووضّح معوض أنه يقدّر الظروف التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب، "ولكن لا أحد يفكر بنا تأتي المياه وتكون الكهرباء مقطوعة فلا نستطيع أن نملأ الخزانات لأننا لا نستطيع تشغيل المضخات، وكأن هذا التعذيب مقصود".

 

ويطول الحديث عن انقطاع الكهرباء وعن أعطال الشبكة الناجمة عن الأحمال الزائدة، حيث تكاد تنعدم في بعض الأحياء، تقول مريم عبدالله: "بقينا ثلاثة أيام بدون كهرباء نهائياً نتيجة احتراق الكابل الذي يغذي البناية التي أسكنها وبعد إلحاحٍ شديد على الطوارئ استجابوا أخيراً وغيروا الكابل".

 

ملك المفتي تحدثت مطولاً عن رداءة وسائل النقل وقالت: "أخرج إلى عملي قبل الموعد بأكثر من ساعة وأمشي إلى أول الخط حتى يتسنى لي ركوب سرفيس وعند انتهاء دوامي تبدأ المعاناة من جديد، هذا غير الازدحام الشديد أحيانا أقضي بالسرفيس أكثر من نصف ساعةٍ ضمن جرمانا"، ووضحت أن مشكلة الازدحام هذه قائمة رغم انتشار شرطة المرور في شوارع جرمانا  وقالت بشيء من السخرية "اعتقد أنها مشكلة مستحيلة الحل".

 

أمّا مرام حسن فإضافةً لتحملها كل المشاكل التي سبق شرحها فلديها مشكلة خاصة تقول:  "اضطر يومياً لتوصيل ابنتي إلى مدرستها لأنها تخاف من الكلاب الشاردة، وهي كلاب شرسة و منتشرة بطريقة كثيفة في الشوارع"، وطالبت مجلس المدينة بوضع حدٍ لهذه المشكلة.

 

وأبدى كميت الغضبان امتعاضه من النوادي الليلية المنتشرة بكثافة على أطراف جرمانا، وفي بعض الأحياء السكنية ومن نوعية الزبائن التي ترتادها، والأغاني الهابطة التي تصل إلى مسامع الأطفال، وقال: "في الوقت الذي لا نعرف فيه كيف نؤمن لقمة العيش تجد هذه النوادي بذوقها الرديء، وسمومها التي تزيد الخراب خرابا"، وأضاف بسخريةٍ مرّة "إن أكوام القمامة المنتشرة في الشوارع تبدو مقبولةً بالمقارنة مع هذه النوادي".