في مخيم قوشتبه.. سوق تديره نساء سوريات نجحن في مواجهة ظروف اللجوء
أربيل- نورث برس
“بدأت ببيع بعض الأطباق والأواني داخل الخيمة”، تقول حلوة خلال سردها لتفاصيل نجاحها في تأسيس مشروعها الذي فرضته عليها ظروف اللجوء.
ومنذ بداية الحرب في سوريا في العام 2011، وخلال سنوات الهجرة واللجوء، وجدت المرأة السورية نفسها في مواجهة قسوة الحياة فخرجت للعمل، لتثمر تلك الجهود والمعاناة، فنراها اليوم في شكل مشاريع صغيرة ناجحة داخل المخيمات، تديرها بنفسها، وحلوة محمد سليمان إحداهن.
تضيف “سليمان” متابعة حديثها لنورث برس، “بعد عدة سنوات زدت الكميات، وتضاعفت أرباحي، فحوّلتُ الخيمة الصغيرة إلى محل داخل سوق قوشتبه التجاري” .
يتوسط مخيم “قوشتبه” بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، سوق تجاري يضم عدداً من محلات الألبسة والأحذية والأدوات المنزلية ومواد التجميل تدير أغلبها نساء سوريات.
ويوفر محل اللاجئة السورية، احتياجات سكان المخيم من الأدوات المنزلية، ويعد مصدر رزق لعائلتها.
تقول: “يعمل زوجي سائق سيارة أجرة، لكن عمله غير مستقر، لذلك نعتمد على مدخول المحل لتأمين حياة جيدة لأولادنا”.
وعلى بعد خطوات من محل “سليمان”، يقع محل غزالة يوسف، وهي أيضاً لاجئة سورية، افتتحت منذ عدة سنوات محلاً لبيع الألبسة.

تقول يوسف: “قدمنا إلى هنا لاجئين، ولم يكن لدينا عمل، ولا نعرف أحداً، فقررت العمل لمساعدة أمي وأبي”.
بدأت “يوسف”، بالتردد على المحلات التجارية الخاصة ببيع الألبسة في مدينة أربيل، والتقت عدداً من التجار، اتفقت معهم على شراء كمية من الألبسة، بدأت بيعها داخل المخيم.
وتضيف لنورث برس: “كان الأمر مرهقاً في البداية، لأنني لم أعمل في هذه المهنة سابقاً، لكن بعد فترة تعلمت قواعد العمل، وزادت معرفتي بنوعية الأقمشة والأسعار والكميات المطلوبة”.
وتبيع “يوسف”، جميع أنواع الألبسة الخاصة بالأطفال والنساء والرجال، وتعود يومياً إلى عائلتها بمبلغ يكفيهم “حاجة الغير”.
وتشيد “يوسف” بعملها وغيرها من النساء اللواتي جهدن لتأسيس مشروع خاص بهن، فتقول: “الاعتماد على النفس أفضل من الحاجة للناس، لذلك أنا فخورة بنفسي، وبكل اللاجئات اللواتي أقدمن على هذه الخطوة مثلي وافتتحن محلات تجارية في هذا السوق”.
في حين قصة هولير رشيد، لم تكن بذاك الاختلاف عن قصة سابقاتها، فقد عملت مع شقيقتها بيريفان على افتتاح محل لبيع الأحذية، داخل سوق قوشتبه.
بدأت الشقيقتان بإمكانيات محدودة، ثم عملتا على تطوير العمل، تقول هولير: “اقترضنا مبلغاً من المال، وجمعنا كل ما بحوزتنا، لشراء البضاعة، كان سقف المحل من الصفيح (توتياء) في البداية، وبعدها أكملنا بناء المحل من أرباحنا”.
تمكنتا من خلال عملهما في المحل من “تأمين علاج والدتهما المريضة التي تحتاج للمواظبة على تناول الأدوية، ناهيك عن نجاحهما بتأمين مصاريف المعيشة للعائلة”.
تقول “رشيد”: “المحل هو مصدر رزقنا الوحيد، وهو كل ما لدينا، كانت فكرة بسيطة ثم تحولت إلى مشروع ناجح”.