مراعاة لأحوال اللاجئين.. لاجئ من ريف ديريك يعقد قرانه بمخيمات دهوك دون طقوس احتفالية

دهوك – نورث برس

 

عقد الشاب إسماعيل كجو البالغ من العمر (20 عاماً) قِرانه على ابنة عمه (18 عاماً) في مخيم "بردا رش" للاجئين بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وذلك بدون طقوس احتفالية، تقديراً للحالة النفسية للاجئين، في أول زفاف في المخيم منذ بدء توافد اللاجئين من مناطق شمال شرقي سوريا إليه.

 

وكان الشاب المنحدر من قرية سيكرا بريف المالكية / ديريك، خطب ابنة عمه قبل بدء العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، ومع بدء الهجوم الذي شنّته تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها في الـ9 من تشرين الأول / أكتوبر المنصرم، اضطّر وأسرته إلى الهروب من القصف الذي طالهم في الشمال السوري، صوب إقليم كردستان العراق، وذلك في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر، مصطحباً خطيبته إلى مخيم "بردا رش".

 

ويقول إسماعيل لـ"نورث برس": لَمْ ألبس البدلةَ في ليلةِ عُرسي، كما لم تضع عروستي إكليلها ولم ترتدي فستان الزفاف، واصفاً عقد قِرانهِ بالحزين: "لم يكن ثمّة احتفال ولا غِناء، هذا أمرٌ مؤسفٌ وحزين".

 

وعلمت "نورث برس" أن العروسين كانا أقاما حفلة خطوبتهما في سوريا، فيما عقدا قِرانِهما الشرعي في مخيم "بردا رش" من خلال الاتصال بإمام جامعٍ عبر تطبيق "الواتس أب".

 

في حين يقول والد إسماعيل عن زواج ولده "لم نكن نريد أن يكون الأمر كذلك، فكنت أودُّ أن يحضُر الأهل والأقارب عرس ولدي في موطننا، لكننا هربنا، وحفاظاً على مشاعر اللاجئين أتممنا الأمر هنا بصمت".

 

العروسان لم يشتريا الذهب، فيما قّدمت مفوضية الأمم المتحدة لهما الفرش وبعض المستلزمات الأخرى، دون الاعتراف بزواجهما، لأنهما "لا يمتلكان مستندات رسمية لعقد الزواج" كما قال إسماعيل.

 

ويفكر العروسان بتأمين مستقبل حياتهما الزوجية بعد أن تركا وطنهما، وبات مسكنهما خيمةً متواضعة تُنذر بمستقبلٍ غامضٍ، فيقول إسماعيل كنجو" نتمنى أن يتعافى بلدنا من الحرب، ونعود إليها، ونقيم حفلة عرسنا من جديد".

 

حفلة الزفاف هذه كانت الأولى من نوعها في مخيم "بردا رش"، بعد وصول أكثر من /11/ ألف لاجئ من مناطق مختلفة في شمال شرقي سوريا، فيما لم تكن الأولى منذ العملية العسكرية التركية الأخيرة في الـ 9 من أكتوبر الفائت.

 

يذكر أنه قام أحد النازحين من ريف مدينة رأس العين / سري كانيه، حفل زفافه في الأول من كانون الأول / ديسمبر الجاري، في مدرسةٍ بمدينة الحسكة، بعد نزوحه مع عائلته، جرّاء العملية العسكرية التركية التي شاركت فيها فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا.

 

الظروف دفعت النازح من رأس العين حينها، لإقامة مراسيم الزفاف بطريقة بسيطة حضرها جمعٌ من ذويه ومن قاطني مركز الإيواء مع فرق إعلامية وإغاثية.