أنقرة تواجه انتقادات شديدة.. وفيات سُجلت تحت الأنقاض بسبب بطئ الاستجابة
دمشق – نورث برس
تواجه السلطات التركية غضب كبير من المنكوبين والمحبطين من بطء وصول فرق الإنقاذ، حيث ارتفع عدد ضحايا الزلازل جنوب البلاد أكثر 13 ألف قتيل يوم الخميس في حصيلة قابلة للارتفاع إلى أكثر من 20 ألف نظراً لوجود مئات الأبنية المدمرة لم تصلها الإمدادات بعد.
وانهار أكثر من 6000 مبنى في أعقاب الزلزال الهائل الذي وقع فجر الاثنين الفائت بقوة 7.8 درجة ، بينما تأثر أكثر من 13 مليون شخص حتى الآن في 10 مناطق تركية هي مارعش وعنتاب وهاتاي وعثمانية وأديامان ومالاتيا وسانليورفا وأضنة وديار بكر وكيليس.
وفي الدولة التي لطالما تفتخر بامتدادها السياسي وقوتها العسكرية، لازال أنين الكثير من الضحايا يُسمع من تحت الأنقاض وآخرون صاروا جثثاً بانتظار من ينتشلهم، هكذا وصف صحفي مطلع الوضع في المناطق المنكوبة.
ويعزو الصحفي في حديث عبر تطبيق الواتس آب لنورث برس، الارتفاع الحاد لعدد الوفيات إلى بطء الاستجابة للكارثة، حيث كان من الممكن إنقاذ مئات الأرواح لو تم الوصول إليهم بسرعة أكبر، على حد قوله.
والكثير من المشاهد التي ابتعدت عنها عدسات الإعلام الحكومية الرسمية، تظهر رجالاً ونساءً يقفون على أنقاض أبنيتهم المنهارة وهم يستغيثون المساعدة منذ ثلاثة أيام.
وإلى جانب الانتقادات التي تواجهها السلطات بسبب بطء الاستجابة، يشير أشخاص منكوبين إلى فرق وتمييز ملحوظ في استجابة السلطات للمناطق المنكوبة على أساس قومي وسياسي.
وقال الصحفي الذي أشار في الوقت نفسه إلى ممارسة السلطات قمعاً ضد صحفيين نشروا تقارير بطئ الاستجابة، إنه باعتبار المؤسسات غير مستقلة وأحكمت السلطات قبضتها عليها، كان من الصعب توفير آليات وعناصر الإغاثة إلى الأحياء المدمرة إلا بعد إجراءات روتينية قاسية أخرت الوصول اليها.
إلى ذلك لخصت تقارير لحزب الشعوب الديمقراطي الجمهوري المعارض، إن “حكومة أردوغان تمارس التضليل وتظهر نفسها المنقذ والمخلص، بينما هي بالفعل تتاجر بأرواح الضحايا للحصول على المساعدات الدولة”.
ويقول موفق عزيز أوغلو وهو من سكان مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية، إن فرق الإغاثة لم تصل حتى الآن إلى الأبنية المنهارة، بينما قام السكان بأنفسهم بعمليات البحث لانتشال جثث أقربائهم.
وأضاف في حديث لنورث برس عبر تطبيق الواتس آب “لا تصدقوا ما ترويه السلطات حول كيفية استجابتها للكارثة، فهي أبطئ بكثير مما تروج عن نفسها”.
وما عدا الراقدين تحت الانقاض ويقدر عددهم بالآلاف وهم في مصير مجهول، أدت درجات الحرارة المتجمدة إلى تفاقم البؤس للناجين من الكارثة، وهم يناشدون للمساعدة والدعم في إيجاد مأوى.
وقال الصحفي وهو في مهام تغطية بمدينة عنتاب، إن مئات العائلات تعاني من الجوع والبرد وتنام في العراء، منتظرين السلطات منذ ثلاث ليالٍ لتأمين مأوى لهم.
وأضاف أن الكثير منهم تركوا خلفهم منازلهم المدمرة والتجأوا إلى مناطق أخرى للسكن مع أقربائهم.
وبعدما انهالت عليه الانتقادات بقوة، اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء بوجود “قصور” في الاستجابة.
وبتهمة نشر معلمات مظللة، قيدت السلطات لعدة ساعات يوم أمس الوصول إلى تطبيق توتير الذي ساهم بشكل كبير في نشر صور ومقاطع أليمة للمنكوبين في أجواء باردة.
وانخفضت درجات الحرارة إلى 5 درجة مئوية تحت الصفر في عنتاب في وقت مبكر من يوم الخميس، لكن البرد لم يمنع آلاف العائلات من قضاء الليل في السيارات والخيام المؤقتة، خائفين من البقاء في منازلهم المتصدعة.