“فاجعة الزلزال”.. ريشة الأدب حائرة في توثيقها

القامشلي ـ نورث برس

بالتزامن مع حالة الترقب التي نعيشها منذ بدء الكارثة (الزلزال الأخير)، الذي ضرب أجزاء واسعة من البلاد؛ حاولنا البحث عن أعمال أدبيّة كانت تيمتها الرئيسية (الزلزال) وكانت النتيجة عمل روائي للكاتب الجزائري الطاهر وطار، صادر في العام 2007.

ويبدو أن عمل “وطار” هو الوحيد المدوّن عن “الزلزال”، عربياً على الأقل، ربما لأن إيقاع الزلزال السريع يفلت من نمط السرد الكسول عادة.

مانيفستو جديد للأدب

لا نريد أن نرسم خطوط مانيفستو جديد للأدب، ولكن الأدب الذي صوّر التحولات السياسية والثورات المفاجئة (أدب أميركا اللاتينية مثلاً) بوصفها زلازل اجتماعية، قادر أن يستعير ريشة ألبير كامو، ويكتب عن زلزال دمر مدناً وحصد عدداً هائلاً من الأرواح.

ومما لا شك فيه أن فاجعة  “زلزال السادس من شباط” ستوحي للأدباء بإبداعات متنوعة، فقد يصبح فصلاً من رواية، أو قصة، أو ملحمة، وقد سارع أدباء بالفعل إلى كتابة أبيات من وحي الحدث، وتداولوها في مواقع التواصل الاجتماعي.

بينما ذهب محبو الأدب إلى اختيار مقبوسات تتحدث عن الزلازل، طالما أن مناسبات كهذه هي بيئة خصبة حتى يدلي كل بما يلامس مشاعره، انطلاقاً من أن الكوارث ولاسيما المفاجئ منها يتصل مباشرة بالوجدان.

ولعل هذا ما يتوافق مع الخطاب الأدبي المحمّل بالخيال، والذي يحاول تقديم ما وراء الحدث، من آمال مفقودة، أو أحلام مؤجلة، أو ذكريات ومخاوف، فتراكمات المشاعر هي فعلياً ما يصوغ التجربة الحياتية للإنسان، ومعها التجربة الأدبية ورغبة التوصيل للمتلقي.

الحروب والأوبئة

تبقى للكوارث وقعها المرعب، مثل الحروب والأوبئة، فبالأمس القريب انشغل العالم كله بوباء “كورونا”، وكتب الأدباء الكثير في ذلك، نذكر منهم على سبيل المثال الكاتب السوري إبراهيم يوسف الذي أصدر رواية بعنوان “جرس إنذار”، ويمكننا اعتبارها وثيقة تاريخية أدبية تمثل صورتنا أيام محنة “كورونا”، والتي لم تنتهِ بعد.

ولا ننسى أن نعرج على أعمال عالمية تحدثت عن الأوبئة كرواية “الطاعون” للكاتب الفرنسي ألبير كامو، ونستعيد أيضا رائعة الكاتب الياباني يوكيو ميشيما الذي عاش كغيره تحت رمزية وخلود جبل فوجي فأبدع عمله الروائي “رباعية بحر الخصب”، كخضوع وامتثال لدرس العنف والعنفوان الصادر عن الطبيعة.

على الرغم من هول الفاجعة جراء الزلزال الأخير، والذي بلغ عدد ضحاياه حتى اللحظة 3583  شخصاً، لكن سبق وأن عاش السوريون زلزالهم الخاص، وولّفوا إيقاعهم مع إيقاعه المفاجئ. فمنذ أكثر من عقد، وهم يعيشون كارثة حقيقية بقوة 10 ريختر، ما تزال ريشة الأدب حائرة في توثيقها.

إعداد وتحرير: عماد موسى