خارطة النفوذ السياسي في سوريا تقسّم المساعدات الدولية إلى المنكوبين
دمشق – نورث برس
تختلف آلية نقل المساعدات الأممية والدولية إلى المناطق المنكوبة جراء الزلزال في سوريا بحسب مناطق النفوذ بين سلطات المعارضة المسلحة والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة، في ظل مخاوف من أن تتأثر بالقيود السياسية .
وأبدت معظم دول العالم استعدادها لتقديم الدعم وإرسال المساعدات إلى تركيا وسوريا لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي دمر مناطق واسعة في البلدين فجر الاثنين الفائت.
وعلى خلاف تركيا التي تتولى سلطتها تنسيق آلية استلام المساعدات، فإن المساعدات القادمة إلى سوريا تنقسم وفقاً لمناطق النفوذ، مما قد يؤخر وصولها، أو أن تتعرض للقيود السياسية.
وحتى قبل وقوع الكارثة، كانت مسألة المعابر الحدودية من جهة وشكل التعامل الدولي مع “النظام السوري” من جهة أخرى، موضع جدل مستمر، الأمر الذي يؤثر على آلية نقل المساعدات بعد مرور ثلاثة أيام على وقوع الزلزال المدمر.
ويتأثر السوريون بشكل كبير من الزلزال المدمر، نظراً إلى أنهم يعانون بالفعل ومنذ سنوات من كارثة اقتصادية ومعيشية في ظل فقدان العناصر الأولية لإدارة الكوارث بالبلد الذي انهكته الحرب منذ 12 عاماً.
بالنسبة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، فقد تلقت مساعدات من الحليفين روسيا وإيران، ودول آسيوية آخرى، ودول عربية وهي سلطة عمان ومصر و الجزائر والعراق والإمارات وليبيا وتونس والأردن.
وثمة مخاوف من أن هذه المساعدات قد تنحصر في حدود نفوذ السلطات الحكومية بمحافظات بحلب واللاذقية وحماه، دون وصولها إلى مناطق منكوبة خارج عن سيطرتها.
أما المساعدات الدولية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة و دول غربية على رأسها الولايات المتحدة، فقد قالت إنها ستكون بالتنسيق مع الشركاء في المنظمات المحلية أو فروع المنظمات الدولية كالصليب والهلال الأحمرين واليونيسيف ومؤسسات محلية أخرى.
وهذه المنظمات تقول إنها ستتكفل بإغاثة المناطق المنكوبة، لكن الممرات الوحيدة لها ستكون محصورة في منطقة إدلب وشمالي حلب أي عبر الحدود مع تركيا، وبالتالي قد تواجه هي الأخرى عمليات تسييس على أساس النفوذ السياسي والعسكري.
وبغض النظر عن رفضها للتطبيع مع “نظام الأسد”، تشدد الخارجية الأميركية على عدم وضع أي عراقيل أمام المساعدات الإنسانية إلى سوريا سواء بعقوبات أميركية أو غيرها.
وبالنسبة لمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فقد أعلنت عن استعداها لإيصال المساعدات إلى أي منطقة سورية منكوبة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في قاعدة العديد في قطر، أمس الأربعاء، إن هناك تنسيقاً مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لإيصال المساعدات لمتضرري الزلزال.
ويوم أمس الاربعاء، قال رياض درار، الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية إن “هنالك قوافل جاهزة من الإدارة الذاتية لكن الحكومة المؤقتة والائتلاف تمتنعان عن استقبالها من معبر قريب متفق عليه وتطالب بمساعدات فقط من المعابر التي تمر عبر تركيا”.
واعتبر درار أن موقف الائتلاف والحكومة المؤقتة المواليين لتركيا “يساهم في قتل ما تبقى من أبرياء”.
وأعلن درار عن جاهزية قوافل المساعدات والمحروقات والآليات من الإدارة الذاتية، “ولكن التأخير من ممن يدعون تمثيل الشعب السوري”.