تاج الدين.. لاجئ من الشمال السوري يعتاش على صيد الحسون في مخيمات دهوك

دهوك- نورث برس

 

مع طلوع الفجر، يجلس الشاب اللاجئ تاج الدين إدريس /20/ عاماً، في أطراف مخيم "بردا رش"، متدفئا بلباسه الشتوي، وناصباً شبكته المصنوعة من خيط النايلون، ينتظر طائر الحسون أن يقترب، ليستدرجه، ويصطاده.

 

لجأ تاج الدين في شهر تشرين الثاني / أكتوبر مع أسرته، من مناطق العمليات العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، واستقر في مخيم "بردا رش" بإقليم كردستان العراق.

 

وورث تاج الدين منذ صغره مهنة صيد الطيور المغرّدة من أبيه الذي بدوره ورث المهنة من جده، فيخرج منذ الصباح الباكر، وينصب شبكته، لعله يصطاد طائراً، فيبيعه، ويكسب قوت يومه.

 

يشرح تاج الدين طريقة الصيد لـ"نورث برس" قائلاً: "نضع طائر الحسون الأنثى فوق العصا المربوط على الشبكة المصنوعة من خيط النايلون، ونضع طائر حسون ذكر في القفص بجانبه، فيغرد الذكر بصوت مرتفع، فيُستدّرج طائر حسون ذكر آخر من البرية نحو الشبكة، فنقلب الشبكة بواسطة سحب الخيط المربوط مع العصا، فيقع الحسون الجديد في الشبكة، ونمسكه".

 

واصطاد تاج الدين فترة تواجده في المخيم ما يقارب /10/ من طيور الحسون، ويبيع كل طائر منها في بلدة "بردا رش" للتجار المحليين بسعر /10/ آلاف دينار عراقي.

 

ويقول تاج الدين عن صفات طيور الحسون: "يغرد طائر الحسون بثلاثة أصوات مختلفة، وهناك النوع الشامي والنوع العادي، إذ يباع طائر الحسون الشامي البرتقالي بسعر أغلى من طائر الحسون الشامي الأبيض".

 

فيما عدَّة صيد طيور الحسون تتكون من شبكة مصنوعة من خيط النايلون، وعصا لربط طائر الحسون الأنثى، وقفص لوضع طائر الحسون الذكر الذي يغرد، وخيط طويل لجر الشبكة عند وقوع الحساسين فيها.

 

وعن عدَّة الصيد يقول تاج الدين "هناك محال لبيع عدَّة الصيد، وتكلف /100/ دولار أمريكي، لكننا نصنع العدة بأنفسنا هنا".

 

ولطائر الحسون منظر جميل وجذاب، ويغلب عليه اللون الأحمر والأسود والأبيض والأصفر، ويتراوح وزنه ما بين /19 – 32/ غراماً.  

 

ويتكون غذاء طائر الحسون من حبيبات "البرنيق والقمبر والكتان والشوفان"، ويشتري الصيادون الكيلو الواحد بـ/1000/ دينار عراقي.

 

ويدرِّب تاج الدين طائر الحسون الذكر على طريقة التغريد، أثناء الصيد لمدة /3/ أشهر، كما يقلد تاج الدين أحيانا أصوات طيور الحسون لاستدراج غيره من الطيور، كما يميز تاج الدين بين أصوات الحسون الذكر والأنثى.

 

ويقول "إن طائر الحسون الذكر أغلى من طائر الحسون الأنثى، وذلك بسبب استعماله للصيد" ويضيف "كما إن الذكر أجمل من الأنثى".

 

وبينما يقضم النزوح من أيام آلاف النازحين من الشمال السوري في مخيمات اللجوء بإقليم كردستان العراق، لا يزال تاج الدين ينتظر أن يعود لمنطقته التي هجر منها، فحتى طيورها أقرب لقلبه.