“نعيش رعباً بمنازلنا”.. حال سكان أبنية متصدعة في القامشلي والحسكة جراء الزلزال

الحسكة – نورث برس

بنبرة مليئة بالخوف والرعب عبّرت عبير، عن مخاوفها على أفراد عائلتها جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، فجر الاثنين، خاصة أنها تقيم في منزلٍ ذو بنية قديمة ظهرت التشققات والتصدعات على جدرانه وأرضيته.

وتتألف عائلة عبير عبدالرحمن (39 عاماً) من سكان حي المفتي، من 6 أفراد، وتقول عن حياتهم خلال الأيام الماضية نتيجة الزلزال وارتداداته، “نعيش حياة رعب في منازلنا”.

ونتيجة الخوف والرعب من ارتدادات الزلزال، تضيف “عبدالرحمن” لنورث برس: “لا نستطيع أن نبقى في المنزل لفترات طويلة”.

وتشير “عبدالرحمن”، بيدها إلى الآثار الواضحة على المباني جراء الزلزال الذي حصل، “هناك الكثير من التشققات في جدران المنازل القديمة في الحي. ومع حدوث أي حركة في باطن الأرض ستهدم منازلنا فوق رؤوسنا”.

وبنبرة تخنقها العبرة، تقول السيدة، “بتنا نعيش حياة مليئة بالرعب، فبالإضافة للحروب التي نعيشها، جاءنا الزلزال. حتى القدر يعاند السوريين”.

وتقضي “عبدالرحمن” وعائلتها ليلهم في سيارتهم التي أصبحت ملجأهم الأخير، عند حدوث أي هزات ارتدادية.

وتتمنى السيدة لو كانوا يملكون خيمة “فهي آمنة لي ولعائلتي، أكثر من البقاء داخل منزل في منطقة قديمة ومنازلها أيضاً كذلك”.

وأسفر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ويبعد مركزه عن مدينة الحسكة نحو 500 كم عن أضرار جزئية أصابت المنازل في أحياء بمدينة الحسكة، وخاصة القديمة منها، والتي يتجاوز عمر البناء أكثر من 50 عاماً.

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلازل في سوريا، اليوم الأربعاء، إلى 2536 حالة وفاة و4711 إصابة.

وشعر محمد كاميران (22 عاماً)، من سكان حي المفتي في الحسكة، بالخوف “كان الزلزال الأول قوياً للغاية. خفنا على سلامة أطفالنا خشية من انهيار المنزل علينا”.

وتتألف عائلة “كاميران”، من 5 أفراد، وأكثر ما تخشاه العائلة هو تكرر ما حدث في مناطق شمال غربي سوريا وتركيا وفي مناطق الشمال الشرقي.

وتأتي الخشية من حدوث هزات ارتدادية، بسبب التشققات في جدران منزل “كاميران”، “في حال حدوث هزات أقوى ستسقط الجدران على رؤوسنا”.

وتشابهت أوضاع السكان في مختلف أحياء مدينة الحسكة، حيث اضطر الغالبية العظمى من السكان للمكوث في سياراتهم خلال الليل، خشية حدوث هزات ارتدادية.

ولم تجد فاطمة مأوى لها ولأطفالها الـ6، لحظة الزلزال، سوى البقاء وسط الطريق متحملين المطر والبرد الشديد.

وتقول فاطمة أمين (39 عاماً) من سكان حي الخليج بمدينة القامشلي، “البنية التحتية بالمنطقة متضررة جداً من الحرب, وهذا يعرّض منازلنا للانهيار في أي لحظة , كما حدث في مناطق حلب وعفرين وغيرها”.

وتسكن أمين في الطابق الأول من مبنى يتألف من خمسة طوابق، “في حال حدوث هزة أرضية أخرى فحياتنا معرضة للخطر, لأن أغلب مباني الحي قديمة وتعاني من الترشحات والتشققات”.

وأرسل حسن زوجته وطفله الصغير إلى منزل أحد أقاربه خوفاً من الزلزال الذي ضرب سوريا, وخاصة أن منزله قديم جداً ومعرض للانهيار.

حسن دوشو (40 عاماً) يسكن ضمن مساكن البلدية القديمة بحي أربع شوارع بمدينة القامشلي, يقول لنورث برس، عن لحظة حدوث الزلزال بلهجته المحلية: “البيت صار يهز متل المرجوحة, خرجنا من المنزل على الفور وقضينا ليلتنا خارج المنزل وتحت المطر والبرد”.

ويضيف: “منزلي مهترئ جداً وهو بناء قديم, ومن الخارج متشقق. الجميع نصحنا بالخروج منه, لأنه معرض للسقوط في حال حدوث هزة أرضية أخرى”.

إعداد: جيندار عبدالقادر/  نالين علي ـ تحرير: قيس العبدالله