استمرار الانعدام شبه الكامل لحركة السير والتنقل على الطريق الدولي //M4 رغم إعلان فتحه
تل تمر – دلسوز يوسف – نورث برس
مع إعلان انتشار القوات الحكومة السورية على الطريق الدولي /M4/ الواصل بين محافظتي حسكة وحلب، يوم الأربعاء الفائت، لا يزال الطريق الحيوي إلى مناطق الجزيرة، خارج الخدمة أمام حركة السير والتنقل، وسط تخوف أصحاب السيارات والمركبات من العبور في ظل تمركز الفصائل المسلحة التابعة لتركيا بالقرب من الطريق.
ويعد الطريق الدولي، الشريان الرئيس للتنقل بين شمال البلاد وشرقها، والتي كانت تشهد حركة كبيرة في نقل البضائع والمحروقات، إلا أن سيطرة الفصائل المسلحة عليها منذ أسابيع، أثرت بشكل سلبي على حركة النقل البضائع والسفر.
ومع سيطرت قوات الحكومة السورية على الطريق بعد خروج الفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، باتفاقية عسكرية بين الجانبين الروسي والتركي لإبعاد هذه الفصائل عن الطريق لمسافة /3/ كم، إلا أنه لا تزال الفصائل تواصل انتهاكاتها واستمرار عمليات إطلاق النار قرب الطريق، وفق ما أكده سكان محليون لـ "نورث برس".
"الطريق غير آمن"
يقول عيسى العبيد من سكان قرية كوزليه بالريف الغربي لمدينة تل تمر لـ"نورث برس"، إن "هناك حركة سير ضئيلة على الطريق بعد إعلان فتحه، لكنه غير آمن ولا نزال متخوفين".
وأكد بأنه لا يزال يسمع أصوات إطلاق نار في ساعات المساء شمال الأتستراد الدولي، في إشارة إلى المسافة التي انسحبت منها الفصائل المسلحة التابعة لتركيا.
ويتأمل العبيد بعودة الطريق الدولي إلى الخدمة بشكل جيد وإعادة الأمان إليها، حتى يتمكنوا من التنقل بين منطقة وأخرى بشكل أسرع.
"المسلحون لم ينسحبوا"
بدوره أفاد أحد المدنيين طلب عدم الكشف عن نفسه حرصاً على سلامة آهله، بسبب تمركز الفصائل المسلحة في قريتهم التي تبعد نحو /15/ كم غرب تل تمر، بأنه على تواصل دائم مع والده الذي أصر على البقاء ضمن القرية، خشية من سرقة ممتلكاتهم من قبل هذه الفصائل.
وتابع المدني بأن والده أخبره بإنزال المسلحين لراياتهم من فوق المنازل، دون مغادرة قريتهم التي تبعد مسافة /1/ كم عن الطريق.
ورصدت "نورث برس" الطريق الدولي الذي بات بعد توقفه بشكل شبه كامل، أمام حركة النقل من الداخل السوري إلى مناطق الجزيرة، حيث اقتصرت الحركة على سكان القرى القريبة من تل تمر لقضاء حاجاتهم داخل المدينة.
في حين يقول فراس موسيكي سائق يعمل على سيارة أجرة، بأن "الطريق الدولي المعروف بـ //M4 استراتيجي جداً، وهو مغلق منذ بدء الهجمات"، مشيراً إلى أنهم علموا منذ أيام بإعادة فتحه، لكنهم خائفون من المرور عبره نظراً لحالات إطلاق النار والانفجارات التي تحدث عليه.
وشدد موسيكي، بأنهم حالياً يسلكون طرقاً بديلة ما يضاعف المسافة التي يقصدون الوصول إليها، بسبب الخوف من المرور على الطريق الدولي.
كما يقول سائق آخر يدعى "علي"، بأن الطريق مغلق بسبب وجود "عصابات على الطريق"، وأَضاف "يقال النظام السوري قد فتح الطريق لكنه غير صحيح، ولا يمكننا المرور منه بسبب الخوف، ولا يوجد أمان نهائياً عليه".
وبحسب السائقين، لأجل الوصول إلى مناطق الرقة ومنبج وكوباني يعمدون إلى المرور عبر طريق "الأبيض" الواصل بين محافظتي الحسكة والرقة، ما يسبب لهم مزيداً من المتاعب من طول الطريق وارتفاع تكاليف التنقل فضلاً عن سوء الخدمات وبخاصة الطرق.