جدَّة عفرينية ترعى /6/ من أحفادها الأطفال بعد أن قتل الهجوم التركي والنزوح ابنيها

حلب / دجلة خليل – نورث برس

هُجَّروا قسراً من مدينتهم عفرين، لتأويهم في نهاية المطاف بيوت شبه مدمَّرة وغير صالحة للسكن، في قرى مناطق ريف حلب الشمالي التي شهدت أعنف المعارك منذ بدء الأزمة السورية إلى الآن.

إذ نالت المرأة الستينية حكمت عثمان النصيب الأكبر من المعاناة لتبدأ فصولها منذ بداية الحرب، فكل عائلة من مدينة عفرين تحمل قصة مأساوية لم تروى بعد، ومن بين أكثر الأمهات ألماً وفقداناً هي الأم حكمت، التي فقدت معظم أفراد عائلاتها لتبقى وحيدة مع أطفالٍ يتامى.

فمع بداية الحرب على مدينة عفرين من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها، فقدت الأم ابنها الأوسط في إحدى معارك الدفاع عن عفرين، ليزيد فوق لوعة فراق فلذة كبدها، عبء الاهتمام بطفليه اليتيمين.

بعدها فقدت حكمت زوجة ابنها الفقيد، إثر إصابتها بشظايا قذيفة استهدفت منزلها في حي الاشرفية بمدينة حلب تاركة، وراءها طفلين، بدأت تهتم بهما الجدَّة حكمت لوحدها.

وتقطن الجدة حكمت مع أحفادها في منزل متهالك شبه مدمر، بسقف وجدار متصدع في قرية بابنس، إحدى قرى ريف حلب الشمالي.

سردت الجدة حكمت عثمان لـ"نورث برس" قصتها التي بدأت بعد تهجيرها من مدينتها قائلة: "أتينا إلى هذه القرى ولم نرَ منزلاً مناسباً لنسكن فيه، إذ دخل ابني الأكبر ليزيل الأنقاض عن إحدى البيوت لنسكن فيها، فسقط السقف فوقه ليفقد حياته على الفور".

وأضافت الجدة: "إنني أرعى الآن /6/ أطفال يتامى، بينما كان حفيدي الأكبر في الخارج سقط الحائط فوقه، ليصاب بكسور في قدمه هو الآخر".

وشكت الجدة عن الحالة المعيشية قائلة: "إنني أريد العودة إلى عفرين، فهذه ليست بحياة، وهذه ليست بيوت صالحة للسكن، وأتمنى أن يعملوا على عودتنا إلى عفرين".

وتحدث فخري بكر الحفيد البالغ من العمر /9/ سنوات، والذي أصيب في قدمه على إثر انهيار الحائط فوقه عن لحظة فقدان عمه لحياته: "السنة الماضية فقد عمي لحياته هنا، لا أعلم كيف سقط الحائط فوقي".

وأضاف فخري: "حرمت من الذهاب الى المدرسة، أريد العودة إلى بيتي في القرية، ذلك البيت لم يكن متصدعاً".

مأساة المهجَّرين من عفرين، لا تزال مستمرة وآخذة بالاتساع من معاناة إلى أخرى، فيما المنظمات الإغاثية والإنسانية والجهات المسؤولة عن مساعدة مثل هذه الحالات تقف دونما حراك ينهي هذه المأساة.