“يوميّات الكارثة”.. كتّاب سوريّون على هامش الزلزال الأخير

القامشلي ـ نورث برس

لم يتوقف السوريون عن تدوين ما حل بهم من مصائب خلال الأيام الفائتة من الكارثة الإنسانيّة، (الزلزال)، التي حلت بالعديد من المدن وعلى امتداد خارطة البلاد. وكان للكتاب والمثقفين النصيب الأبرز من المنشورات التي نشروها عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي؛ كتابة يومية تكاد أن تكون توثيقاً دقيقاً لحالة الرعب التي سادت البلاد.

وكتبت الشاعرة السورية سوزان علي، من مغتربها في النمسا في مدونة لها، تصف ما آلت إلى الحال في الساحل السوري، تقول: “قال ماما لما أجت أول هزة، حاولت تشغل الضو، قام الكهربا مقطوعة كالعادة، تحركت ماما الساعة ٤ الصبح عند أول هزة من سريرها على ضوء البرق بالسما، وقدرت تمشي وتشوف غرفتها عم تهز.. وصارت تقول: يا الله أنت كل شي.. يالله أنت كل شي. قطعة كهربا وزمهرير وضباب ومطر وقال زلزال.. ويمكن لو بتتحرك ريح قوية حارة أهلي باللاذقية بتصير كلها تحت الأرض”.

تضيف سوزان: “حالياً ماما طبخت ولأنو برد كتير.. شغلت منقل حطب حتى تدفا.. وقعدت بالشارع وأخدت طبختها معها.. قعدت.. تنطر الزلزال يحن عليها وعلى هالبشر.. ويروح.. الله يخليك يا زلزال روح.. ببوس رجليك.. مو ناقصني نقطة حزن”.

أمي تحت الأنقاض

وفي منشور آخر للكاتبة السورية غفران طحان من مدينة حلب، كتبت: “الخوف عم ياكل عيون الناس وقلوبها.. يارب سلّم”، في إشارة إلى حالة الرعب التي تعم كافة أرجاء البلاد.

وكتب الشاعر السوري حيدر هوري في مدونة له: “أبي وأمي كونا بسلام وفي حماية الرحمن. انهيار عدد من المباني وسور بيتنا في قريتي (فريرية/عفرين(“.

فيما كتب الشاعر السوري محمد زاده، من ألمانيا: “الرئيس التركي الذي أرسل الآلاف من عناصر الميليشيات والجيش الوطني السوري إلى ليبيا وأذربيجان ألا يستطيع أن يرسل مائة منهم إلى المناطق المنكوبة لمساعدة الفقراء السوريين العالقين منذ يومين تحت الركام البارد”، في تلميح صارخ لعدم تحرك الجهات الرسمية لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.

حلب تنام في الشوارع

وفي منشور لها قالت الفنانة والموسيقية السورية روناهي معمو: “أي حدا بأنطاكيا نتواصل معو الله يخليكن أمي مفقودة رح جن”. وألحقته بمنشور آخر: “البناية وقعت أمي تحت الأنقاض أدعولها”.

بينما كتب الدكتور سعد الدين كليب، من حلب: “كنا نتلطى بالجدران ومداخل الأبنية خشية القذيفة، صرنا نتلطى بالشوارع والساحات خشية الزلزلة، وفي الحالين ألفنا المخاوف والمآسي وتآلفت معنا”.

وأضاف: “حلب تنام في الشوارع تحت لسع الخوف والريح والمطر!”، في مفارقة لافتة بين ما آلت إليه الأوضاع الآن وما كانت عليه سابقاً.

زمن الموت السوري

من جهته كتب الشاعر السوري محمد طه العثمان: “الوضع في هاتاي مأساوي بكل معنى الكلمة… كتب الله لي ولعائلتي عمراً جديداً بعد أن وقع بيتنا علينا. حارتي نصفها صارت أنقاضاً والعديد من البنايات إلى الآن لم تصلها فرق الإنقاذ. فقدنا الكثير الكثير الكثير من الجيران والأصحاب وهنالك من هم مصيرهم مجهول كالصديق د. مصطفى عبد الفتاح فقد وصلتني أخبار تقول إنه مازال مفقوداً وقد توفيت زوجته وابنتيه”.

في حين كتب الشاعر السوري عيسى الشيخ حسن من قطر، موجزاً للمأساة في بضع كلمات: “أكبر من تراجيديا، وأكثر من حزن”.

ونعى الكاتب والمترجم السوري أسامة أسبر، عبر صفحته “طبيب الفقراء” في مدينة جبلة السورية: “الصديق الطبيب والفوتوغرافي والقارئ الاستثنائي، الذي حول الطب إلى رسالة إنسانية نبيلة، وسُمي طبيب الفقراء، الدكتور فائز عطاف. لن أرثيك في زمن الموت السوري لأنك ستبقى حياً في ميراث الروح الحقيقية التي وحدها تبني أوطاناً، ويُعول عليها وعلى أمثالها في هذا الخراب. حزين جداً عليك وعلى زوجتك الدكتورة هالة وعلى الضحايا الآخرين لهذا الزلزال، وعلى هذا البلد المنكوب”.

لم تنته المأساة بعد؛ فمازال هناك سوريون عالقون تحت الأنقاض، وآخرون ناجون ولكن قلوبهم ستبقى عالقة في سماء الفاجعة.

إعداد وتحرير: عماد موسى