مجزرة تل رفعت تُفقده جزءاً من بصره .. “كنت على وشك اللعب حين سقطت القذائف”

حلب – زين العابدين حسين/ دجلة خليل – NPA

 

كان بيرم يخطط للبدء باللعب مع أقرانه بعد يوم مدرسي, حين استأذن أخاه للانضمام إليه ورفاقه, لكن القذائف التي تساقطت وسطهم لم تستأذن مثله, بل التقطت روحاً تلو الأخرى من أرواح الأطفال الذين كانوا يتجمعون للعب بعد الظهيرة.

 

نجا بيرم عكلو (13 عاماً) من المجزرة التي حلت كلعنة على مهجّري مدينة عفرين المقيمين بمدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي وقتلت عشرة أشخاص بينهم ثمانية أطفال, لكن حصته من الألم كانت إصابة في عينيه وجروحاً بليغة لا يزال يتعالج بسببها حتى الآن.

 

يعاني عكلو من إصابات خطيرة في أمعائه وعينيه، نقل على إثرها إلى حلب, أجريت له عمليتان ورُكّبت له عدسة في عينه ويحتاج إلى عملية في عينه الأخرى، ولا يزال علاجه مستمراً في ظل وضعهم المادي التعيس وعدم قدرة أهله على دفع تكاليف العلاج.

 

تقول ليلى كونيش, والدة بيرم, والتي لم تستطع مرافقته بسبب مرض تسرع القلب الذي تعاني منه, لـ"نورث برس" إنها لم تدرك أن أحد أطفالها جريح " أخبرني الجيران بأنهم قد أسعفوه إلى المشفى، كان جرحه خطير وأجروا له عملية مستعجلة ثم أسعفوه إلى حلب".

 

وتردف "بقي ثلاثة أيام في غيبوبة، لا يسمع ولا يتحرك", وتضيف إن إصابته كانت في بطنه وأمعائه وإن الأطباء خيطو بطنه بـ/20/ قطبة, "لا ذنب لهذا الطفل, كيف يتحمل هذا الألم؟".

 

وتتحدث كونيش عن تكاليف العلاج والأدوية وتقول، "دفعنا في الليلة الواحدة /50/ ألف ليرة سورية، ماعدا الأدوية التي كنا نشتريها من الصيدلية بـ/85/ ألف ليرة في كل دفعة، إضافة إلى حاجته إلى أكياس السيروم الغالية والتصوير وأكياس التغذية".

 

أما بيرم الذي أُسعف برفقة عمته إلى حلب, يقول "أتيت من المدرسة فرأيت أخي والأطفال يلعبون على العشب، وانضممت إليهم, لكن لم أكن قد بدأت باللعب بعد حين قامت القوات التركية بقصف المكان بقذيفة سقطت بيننا، فمات بعض أصدقائي وأنا جُرحت".

 

وتقول عمته، لاوندة عكلو، "عندما سقطت القذيفة على الأطفال قاموا بإسعافهم إلى المشفى، وهناك قاموا بإجراء عملية جراحية لأمعائه لأنها كانت متضررة جداً وبعض الأماكن كانت مثقوبة حسب ما قال لنا الأطباء".

 

وتابعت أنهم قاموا بعدها بنقله إلى حلب وأجروا له فحوصات الطبق المحوري وتأكدوا من سلامة رأسه من أية إصابات خطيرة، إلا أنه يعاني من مشاكل في عيونه.

 

"آخذه بشكل يومي إلى مشفى الرازي المتخصص بالعيون لأنهم قاموا بتركيب عدسة لعينه على أن يتم إجراء عملية للعين الأخرى خلال خمسة عشر يوم".

 

وتدعوا والدة الطفل بيرم عكلو إلى مساعدتهم في علاج ولدهم بسبب وضعهم المادي التعيس، وتقول إنهم دفعوا حتى الآن أكثر من مليون وثلاثمئة ألف ليرة سورية، ولازال وضعه غير مستقر وبحاجة إلى العلاج ، "أدعوا أهل الخير إلى مساعدتنا، لأن وضعنا المادي سيء جداً".