تقنين وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي يسبب معاناة إضافية لأهالي السويداء

السويداء – جبران معروف – NAP

 

عادت من جديد معاناة أهالي محافظة السويداء جنوبي سوريا، من برامج تقنين الكهرباء غير المنضبطة، والتيار الكهربائي غير المنتظم، ما يحملهم أعباء مادية إضافية إما جراء تأمين البدائل، أو ما يلحق أجهزتهم الكهربائية من أضرار، إضافة إلى تعطيل أعمالهم.

 

وقال ماجد زيتون /37/ عاماً، موظف في السويداء، في حديث مع لـ"نورث برس": كانت الكهرباء في الشتاء الماضي سيئة كعادتها، حيث مرت علينا أيام وصلت مدة الانقطاع لنحو /20/ ساعة خلال الـ24 ساعة، لكن جاء الصيف وتحسن واقع الكهرباء بشكل جيد، وكانت تصريحات المسؤولين تؤكد دائماً أن الشتاء القادم سيكون أفضل، لكن ما أن بدأ الطقس يبرد، حتى أُعلن عن برنامج تقنين ينص على ساعتين قطعٍ وأربع ساعات وصلٍ على مدار الـ24 ساعة".

 

وتابع "ولم نعد نتمنى أن لا يُقطع التيار الكهربائي، بل أن يلتزموا ببرنامج التقنين، حيث بدأت تتكرر الانقطاعات خلال فترة الوصل، حتى لم نعد نعلم متى فترة الانقطاع من فترة الوصل، وقد يتكرر القطع والوصل خلال دقائق أكثر من مرة، والأسوأ من ذلك تذبذب قوة التيار، ما يُعرض الأجهزة الكهربائية المنزلية لخطر احتراقها، واليوم كل جهازٍ كهربائي أصبح يشكّل ثروةً بالنسبة للمواطن وخاصةً ذوي الدخل المحدود".

 

من جانبها، تقول أم مازن رشيد، من سكان ريف السويداء، "وكأننا لا ينقصنا إلا مشكلة الكهرباء؟!، في ظل سوء الوضع الاقتصادي ونقص المازوت وأسعاره المرتفعة، كنا نتأمل أن تعيننا الكهرباء قليلاً على موضوع التدفئة، حتى اليوم نعاني من أزمة نقص الغاز المنزلي، ما يعني أننا مضطرون للطبخ على الطباخ الكهربائي، إلّا أن الكهرباء اليوم لا تعيننا على الإنارة".

 

وأضافت، "مع ارتفاع الأسعار ارتفعت أسعار المدخّرات والإنارة التي تعمل عليها، وحتى المدخّرات نوعياتها محددة في السوق، وذات أسعار مرتفعة، وقد اضطررنا لشراء مدخّرةٍ جديدةٍ، ما كلفنا أكثر من /30/ ألف ليرة سورية، وهو مبلغ ليس بصغير بالنسبة لعائلة موظف".

 

ومن جهتها، قالت ميسون خير، التي تعمل في محل لخياطة الملابس "انقطاع التيار الكهربائي وضعفه في كثير من الأحيان، تسبب بتراجع إنتاجي بشكلٍ كبير، ففي فترة الصباح تنقطع الكهرباء ثلاث ساعات من أصل ست ساعات عمل، وفي المساء ساعتين من أصل أربع ساعات، إضافةً إلى بعض الانقطاعات خلال فترة الوصل".

 

وأضافت، "بعض الأوقات يأتي التيار ضعيفاً لدرجة أنه لا يصلح لتشغيل ماكينة الخياطة، وفي أوقاتٍ أخرى يكون التيار قوي لدرجة أنني أخشى أن يحترق محركها".

 

وأوضحت أن "أسعار مولدات الكهرباء ارتفعت بشكلٍ كبير ما يحول دون التفكير باقتنائها، وحتى من لديه مولدة فأسعار الوقود مرتفعة، ما يجعل تشغيلها مكلفاً وليس ذا جدوى اقتصادية". 

 

كثير من أصحاب المهن في السويداء يشكون ما تسببت به الكهرباء من أضرار على دخلهم، في وقت يعانون فيه من ارتفاعٍ غير مسبوق في الأسعار، وتراجع حركة الأسواق.

 

بدوره، قال مصدر من شركة الكهرباء في السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته لأسبابٍ خاصةٍ، "لدينا كمية طاقة محدّدة تأتينا من المؤسسة العامة بدمشق، ونقوم بتوزيعها بحسب الأولويات، فهناك على سبيل المثال آبار مياه يصلها التيار الكهربائي بشكل متواصل على مدار الـ24 ساعة".

 

وأضاف أن "هناك نقص في كميات الوقود المشغلة لمحطات توليد الكهرباء، ما يتسبب بنقص التوليد بشكلٍ عام، ما تسبب بوضع برنامج تقنين، لكن بسبب الأحمال الزائدة على الشبكة والتجاوزات، يحدث فصل ترددي وكذلك تختلف قوة التردد".

 

وبيّن أن "الشركة في السويداء مسؤولة عن إصلاح الأعطال وتنفيذ المشاريع، وتوزيع كمية الكهرباء القادمة من المركز، ولكن ليست مسؤولة عن قلة كمية الكهرباء".

 

ونصح الأهالي بوضع منظّم للتيار الكهربائي، وعلى الأقل أن يكون هناك حمايات للأجهزة الكهربائية المهمة كالبراد والتلفاز لحمايتها.